انتقد الرئيس الفلبيني المنتهية ولايته، رودريغو دوتيرتي، بشدة، الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، لقتله مدنيين أبرياء في أوكرانيا، قائلاً إنه، رغم تصنيف الاثنين على أنهما قاتلان، لكن: "أنا أقتل المجرمين، ولا أقتل الأطفال والمسنين"، حسب ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022.
حيث أعرب دوتيرتي، الذي يصف بوتين علانيةً بأنه بطل وصديق، لأول مرة عن انتقاده الشديد للهجوم الروسي على أوكرانيا، في تصريحات أُذِيعَت يوم الثلاثاء، 24 مايو/أيار، وألقى فيها باللوم على الحرب المستمرة منذ 3 أشهر في ارتفاع أسعار النفط العالمية، التي ضربت العديد من البلدان، بما في ذلك الفلبين.
موقع الرئيس الفلبيني من حرب أوكرانيا
وبينما شدد الرئيس الفلبيني على أنه لا يدين الرئيس الروسي، لكنه اختلف مع وصف بوتين للغزو بأنه "عملية عسكرية خاصة"، وقال إنها حقاً حرب شاملة ضد "دولة ذات سيادة".
في لقاء أسبوعي متلفز مع كبار المسؤولين في مجلس الوزراء، قال دوتيرتي: "يقول الكثيرون إنني وبوتين قاتلان. لقد أخبرت الفلبينيين منذ فترة طويلة أنني أقتل حقاً، لكني أقتل المجرمين، ولا أقتل الأطفال والمسنين. نحن في عالمين مختلفين".
أشرف دوتيرتي، الذي يتنحى عن منصبه في 30 يونيو/حزيران عندما تنتهي فترة ولايته المضطربة التي استمرت 6 سنوات، على حملة وحشية ضد المخدرات، أسفرت عن مقتل أكثر من 6 آلاف شخص، أغلبهم من صغار المشتبه بهم.
كما استشهدت جماعات حقوق الإنسان بوقوع خسائر أكبر بكثير، وتقول إنَّ الأبرياء، بمن فيهم الأطفال، قُتِلوا في الحملة التي تعهد الرئيس الفلبيني بالاستمرار فيها حتى آخر يوم له في منصبه.
أثارت عمليات القتل الضخمة غير المسبوقة المتعلقة بالمخدرات، شرارة تحقيق من المحكمة الجنائية الدولية، باعتبارها جريمة محتملة ضد الإنسانية. وأعرب دوتيرتي عن توقعه بمواجهة المزيد من الدعاوى القضائية الناشئة عن وفيات المخدرات عندما تنتهي رئاسته.
بينما نفى دوتيرتي ومسؤولوه في الشرطة تنفيذ عمليات القتل خارج نطاق القضاء في الحملة ضد المخدرات غير المشروعة، لكنهم هددوا علناً المشتبه بهم بالمخدرات بالإعدام، وحاولوا دون نجاح إعادة فرض عقوبة الإعدام في أكبر دولة كاثوليكية في آسيا لردع تجار المخدرات وغيرهم من المجرمين.
علاقات الفلبين مع الصين وروسيا
عندما تولى منصبه في عام 2016، تواصل الرئيس الفلبيني مع روسيا والصين من أجل التجارة والاستثمار وتوسيع التعاون العسكري، مع انتقاد السياسات الأمنية لواشنطن، حليفة الفلبين القديمة.
زار دوتيرتي روسيا مرتين في عامي 2017 و2019 للقاء بوتين، لكنه قطع زيارته الأولى بعدما فرض مسلحون متحالفون مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) حصاراً على مدينة ماراوي جنوبي الفلبين، بينما كان بعيداً مع وزير دفاعه ورئيس أركان الجيش.
بعد أكثر من أسبوع من فرض القوات الروسية حصاراً على أوكرانيا، صوتت الفلبين لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يدين الهجوم الروسي.
فيما ناشدت الفلبين حماية المدنيين والبنية التحتية العامة في أوكرانيا، على الرغم من أنَّ دوتيرتي أحجم عن انتقاد بوتين بشدة، وقال إنه سيظل محايداً في صراع قد يؤدي إلى استخدام أسلحة نووية، ويؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
مخاطباً بوتين "الصديق" والسفارة الروسية في مانيلا، حث دوتيرتي على وقف القصف وإطلاق نيران المدفعية على المناطق السكنية، والسماح للمدنيين الأبرياء بالإخلاء بأمان قبل شن قصف.
كما قال الرئيس الفلبيني: "أنت تتحكم في كل شيء. على أية حال، أنت من افتعلت المشكلات هناك؛ لذا سيطر على جنودك بصرامة. إنهم في حالة هياج".