أعلنت إيران وسلطنة عمان قرارهما توسيع التعاون القائم بين البلدين وفتح أبواب جديدة للشراكة الاقتصادية، جاء ذلك في بيان مشترك صدر الإثنين 23 مايو/أيار 2022، في ختام زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى العاصمة العمانية، مسقط.
زيارة رئيسي إلى سلطنة عُمان هي الثانية له إلى دولة خليجية بعد الأولى التي قام بها إلى قطر، وتأتي وسط ترقب عالمي لما ستسفر عنه مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي، وهي المفاوضات التي دخلت مرحلة من التوتر في ظل تشبث كل الأطراف بمطالبها.
توسيع التعاون بين إيران وعُمان
أكد البيان أن رئيسي وسلطان عمان هيثم بن طارق أعربا عن ارتياحهما لمستوى التعاون الحالي، وقررا توسيع هذا التعاون وفتح أبواب جديدة للشراكة الاقتصادية، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.
كما جاء في البيان أن سلطان عمان هيثم بن طارق ثمّن ما يقوم به الرئيس إبراهيم رئيسي وحكومته من الانفتاح على جميع الدول، خاصة دول الجوار، الأمر الذي يؤدّي إلى علاقات إيجابية تقوم على الاحترام المتبادل وحُسن الجوار لتنمية المصالح المشتركة وتُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
بينما شدّد الطرفان على أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف بجميع صوره وأشكاله، ورحب الجانبان بتوقيع عدد من اتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.
كان رئيسي قد وصل، الإثنين، إلى العاصمة العمانية مسقط، في زيارة رسمية تلبية لدعوة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، قبل أن يغادرها في نفس اليوم، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إيرانية.
حيث أقام السلطان العماني للرئيس الإيراني مراسم استقبال رسمية، ومأدبة غداء في قصر العلم، بحضور أعضاء وفد طهران رفيع المستوى وجمع من كبار الشخصيات العمانيين.
توقيع 12 مذكرة تعاون
خلال زيارة رئيسي إلى مسقط، وقّعت سلطنة عمان وإيران، الإثنين، 12 مذكرة تفاهم وبرنامج تعاون بين البلدين، في عدة مجالات بينها النفط والغاز.
جاء ذلك، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العمانية، عقب جلسة مباحثات بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مع سلطان عمان هيثم بن طارق بمسقط، بحثت سبل تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي في شتى المجالات.
أفادت الوكالة بأن الجانبين عقدا "جلسة مباحثات رسمية بقصر العلم العامر، استعرضا خلالها أوجه التعاون الثنائي القائم بين البلدين في شتى المجالات".
وعقب جلسة المباحثات، أفادت الوكالة بأن البلدين "وقعا على ثماني مذكرات تفاهم وأربعة برامج تعاون" في مجالات بينها النفط والغاز، والنقل.
وفق الوكالة، أكد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية العمانية، "وجود حزمة أخرى من مذكرات التفاهم وبرامج العمل التنفيذية ستُوقع مع الجانب الإيراني لاحقاً"، دون تفاصيل أكثر.
انفتاح طهران على دول الجوار
كان الرئيس الإيراني قال، في تصريحات للصحفيين قبل مغادرته طهران، إن "زيارة سلطنة عمان تأتي في إطار تطوير العلاقات الجيدة مع دول الجوار وتحظى ببالغ الأهمية لنا"، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
كما أوضح الرئيس الإيراني أن "العلاقات التجارية بين إيران وسلطنة عمان ستتحسن بالتأكيد في مختلف المجالات بما فيها النقل والطاقة والسياحة، خاصة السياحة الصحية، وسيتم توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين وستتم متابعتها لتنفيذها".
بينما ذكر رئيسي أن "التعاون الإقليمي وإجراء الحوار من شأنهما أن يضمنا الأمن لمنطقتنا".
تعد الزيارة الحالية للرئيس الإيراني الثانية خليجياً بعد زيارته قطر في فبراير/شباط الماضي، والخامسة خارجياً منذ وصوله لمنصبه في أغسطس/آب 2021.