توفي مسن هندي متأثراً بإصابات بالغة تعرض لها بعد ضربه من قبل مسؤول في الحزب الحاكم بالبلاد، اعتقاداً منه بأنه مسلم، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية نشرت فيديو لواقعة الضرب التي حدثت في ولاية "ماديا براديش" وسط الهند.
صحيفة "هندوستان تايمز" الهندية قالت الأحد 22 مايو/أيار 2022، إن الواقعة حدثت الجمعة 20 مايو/أيار، في مدينة "راتلام" شمال غربي الولاية، وإن المُعتدي الذي يظهر في الفيديو يدعى دينيش كوشواها، ويعد وزوجته من قادة حزب الشعب الهندي الحاكم في المدينة.
تفاصيل الجريمة العرقية
يظهر في الفيديو، طلب المعتدِي من الضحية أن يُظهر بطاقة هويته، إلا أن الأخير حاول البحث عن بطاقته ولكنه لم يجدها، ليقوم المعتدي بصفعه على وجهه قائلاً: "هل أنت محمد؟".
كما ذكرت الصحيفة على لسان شرطة المدينة أن المقتول لم يكن مسلماً، بل من أتباع الديانة الجينية، وهي ديانة روحانية معتنقة في جنوب قارة آسيا، مؤكدة أن الضحية كان يعاني من بعض الاضطرابات العقلية المرتبطة بكبر سنه.
فيما ندّد عدد كبير من النشطاء بالحادثة، كما قالت الصحفية رنا أيوب: "مرحباً يا أهل العالم، هذا ما وصلت إليه الهند الآن. رجل مضطرب نفسياً يتم ضربه حتى الموت شكاً في أنه مسلم، نعم ما سمعته كان صحيحاً".
فيما قال الناشط راؤول مهيرا: "إن لم يزعجك ذلك؛ فاعتبر نفسك ميتاً بالفعل"، ووجّه رسالة للقضاء قائلاً: "أنا متأكد من أن هذا لا بد أن يكون قد أثار غضب ضمير المحكمة العليا كمؤسسة وكذلك جميع القضاة الذين يعملون فيها والذين هم في أي حال الأمل الأخير لمواطن عادي يحترم القانون".
بينما أشارت الصحفية الهندية نوامي بارتون إلى التغطية الإعلامية الكثيفة للواقعة قائلة: "الغريب في الأمر أن هذه أخبار منتشرة الآن لأنه قتل بعد أن اعتقدوا أنه مسلم، لكنه لم يكن، ولكن إذا كان في الواقع مسلماً، فهل كانت ستخرج قصته في الأخبار في غضون ساعات كما حدث، أم أصبح ما يحدث للمسلمين طبيعياً الآن؟".
استهداف المسلمين في الهند
في الهند، التي يحكمها ناريندرا مودي زعيم حزب بهاراتيا جاناتا، الذي يتبنى أيديولوجية يمينية معادية للمسلمين، اندلعت أعمال عنف طائفية بين الهندوس شهر أبريل/نيسان الماضي.
حيث تطورت الاشتباكات إلى رشق بالحجارة وأعمال تخريب على يد الهندوس وهدم بيوت المسلمين، في إجراء أصبح اعتيادياً كلما تعلق الأمر بمعاقبة الأقلية المسلمة في البلاد.
كما أطلقت الشرطة النار على سيدة مسلمة تدعى روشيني في ولاية أتر براديش لتُرديها قتيلة في منزلها.
وقع هذا الحادث حين داهم حوالي 15 أو 20 ضابط شرطة منزل روشيني، في 16 مايو/أيار عام 2022، وحاولوا اعتقال شقيقها عبد الرحمن دون إبداء أي أسباب. وقاومت روشيني الشرطة، التي فتح أحد رجالها النار، ما أدى إلى إصابة روشيني برصاصة وموتها في الحال. واعتقلت الشرطة عبد الرحمن أيضاً رغم احتجاجات سكان القرية.
بعد بث الفيلم المثير للجدل The Kashmir Files "ملفات كشمير" في الهند، تصاعدت أعمال العنف وخطاب الكراهية بحق المسلمين في بعض الولايات الهندية، في ظرف أسابيع قليلة من بثه.
وفقاً لتقارير ظهر متفرجون في مقاطع فيديو وهم ينادون بإبادة جماعية بحق أهالي كشمير والمسلمين.