دعا عشرات من النواب الأمريكيين، الجمعة 20 مايو/أيار 2022، مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، إلى التحقيق في اغتيال مراسلة قناة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة خلال عملها في الضفّة الغربيّة، رغم وعود إسرائيليّة بإجراء تحقيق، الأمر الذي أثار غضب تل أبيب.
النواب الأمريكيون الـ57 ذوو الميول اليسارية من الحزب الديمقراطي، بقيادة النائب أندريه كارسون، شددوا على أن أبو عاقلة تحمل الجنسيّة الأمريكيّة، مشيرين إلى وجود "روايات متباينة حول مقتلها" في 11 مايو/أيار 2022.
في رسالة موجهة إلى وزير الخارجيّة الأمريكي، أنتوني بلينكن، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، قال النواب إنّه "نظراً إلى الوضع الهشّ في المنطقة والتقارير المتضاربة التي تحيط بمقتل السيّدة أبو عاقلة، نطلب من وزارة الخارجيّة ومكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيق في مقتلها"، وفق قولهم.
أضافوا أنه "بصفتها أمريكيّة كانت أبو عاقلة تتمتّع بحقّ الحماية الكاملة الممنوحة للمواطنين الأمريكيّين الذين يعيشون في الخارج"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت الصحفية الراحلة شيرين (51 عاماً) قد استشهدت جراء إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
شبكة "الجزيرة" والسلطة الفلسطينية قالتا إن إسرائيل تعمدت قتل أبو عاقلة بإطلاق النار عليها بينما كانت تمارس عملها.
كانت إسرائيل قد زعمت أنه من "المرجح أن تكون أبو عاقلة قد قُتلت بنيران فلسطينيّة أو برصاصة طائشة أطلِقت من بندقيّة جندي إسرائيلي"، وفق تعبير تل أبيب.
في سياق متصل، أعرب السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل هرتسوغ، عن "إحباطه" من الرسالة، وقال "إنّ إسرائيل سعت إلى إجراء تحقيق مشترك مع السلطة الفلسطينيّة يشمل وجود مراقب أمريكي".
أضاف هرتسوغ: "مناشدتنا وجِهت برفض قاطع من السلطة الفلسطينية، التي تستخدم بخبث موت أبو عاقله لإثارة حملة دعائية مناهضة لإسرائيل"، بحسب تعبيره.
كذلك دعا هرتسوغ الكونغرس بدلاً من ذلك إلى الضغط على الجانب الفلسطيني بشأن التحقيق، زاعماً أن القوات الإسرائيلية "لن تقصد مطلقاً استهداف الصحفيين".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها "تعتقد أن بإمكان إسرائيل إجراء تحقيق ذي صدقيّة"، لكنّ بلينكن انتقد أيضاً الشرطة الإسرائيلية لاستخدامها القوة خلال جنازة أبو عاقلة، حيث اعتدت قوات الاحتلال على المشيّعين.
كانت صحيفة Haartez الإسرائيلية قد ذكرت أن تحقيقاً أولياً لجيش الاحتلال ذكر أن الصحفية الشهيدة قُتلت برصاصة يبلغ قطرها 5.56 ملم، وأطلقت من بندقية إم 16، كما أكد تقرير الصحيفة أن أبو عاقلة كانت على بُعد 150 متراً من القوات الإسرائيلية عندما أُطلقت عليها النار وقُتلت.
أضافت Haartez أن "التحقيق أظهر أن جنود وحدة دوفدفان الخاصة الإسرائيلية أطلقوا بضع عشرات من الرصاصات باتجاه المكان الذي كانت تقف فيه الصحفية شيرين ومن معها، ولكن من غير المعروف لديها ما إذا كانت واحدة من هذه الرصاصات أصابت شيرين"، وفق قولها.
يُشار إلى أن اغتيال أبو عاقلة أثار غضباً عربياً ودولياً، وتعرضت إسرائيل لضغوط للتحقيق في استهداف الصحفية.