طالت انتقادات غربية "لاذعة" اجتماعاً لأعضاء تحالف "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، عُقد الإثنين 16 مايو/أيار 2022، بسبب استغلال حلفاء روسيا مناسبة ذكرى تأسيس المنظمة لإعلان دعمهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسب موقع The Daily Beast الأمريكي.
واستضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين 16 مايو/أيار، اجتماعاً لتحالف "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" العسكري الذي تقوده روسيا، في الذكرى الثلاثين لتأسيسه، لكن أجواء الاجتماع كانت أبعد ما تكون عن الأجواء الاحتفالية، حسب الموقع.
وعكس المتوقع، فإن رؤساء أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، وهي الدول التي يتكون منها الحلف، لم يجتمعوا للاحتفال، بل ذهبوا إلى الكرملين للتعبير عن حزنهم من رد فعل العالم على حرب بوتين في أوكرانيا.
بيلاروسيا غاضبة من العقوبات
أبدى الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، تذمُّره من العقوبات "الجهنمية" التي فرضها الغرب، والمساعي المبذولة لعزل روسيا وبيلاروسيا عن بقية العالم. وقال لوكاشينكو: "بيلاروسيا وروسيا يُشنَّع عليهما وتُستبعدان من المنظمات الدولية لمجرد أن الغرب يريد ذلك".
وأعربت منظمة معاهدة الأمن الجماعي في بيان مشترك، عن قلقها بشأن المخاطر على "الحدود الخارجية لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، مشيرة إلى أنها عازمة على البقاء في "حالة استعداد لضمان أمن الحدود".
ومع ذلك، اشتكى لوكاشينكو من أن دول الحلف لم تؤازر روسيا بالقدر الذي كان ينبغي، خاصةً أن روسيا تعمل على مجابهة توسع الناتو.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن لوكاشينكو حثَّه دول الحلف على زيادة دعمها لروسيا في مواجهة تهديد الناتو، لا سيما أن "قعقعة الناتو بالقرب من حدودنا الغربية تدل على حرب هجينة واسعة النطاق شُنَّت علينا. ويجب ألا نترك روسيا تُصارع توسُّع الناتو بمفردها".
وانتقد لوكاشينكو المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، قائلاً: "حتى الآن، لا نرى من تصرفات الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، سوى الرغبة في إطالة أمد الصراع قدر الإمكان. والغاية واضحة: إنها إضعاف روسيا بأقصى قدر ممكن".
بوتين يتوعد الناتو بالرد
أمَّا الرئيس الروسي بوتين فاشتكى من "اشتداد موجة الخوف من روسيا في ما يسمى بالدول الغربية المتحضرة"، وتوعَّد بألا يمر توسع الناتو "من دون رد منَّا. وستأتي صياغتنا لهذا الرد على أساس التهديد الموجَّه لنا".
وطالب بوتين نظراءه بزيادة دعمهم لروسيا، مستدعياً ما ادعى أنه "دليل موثق" عُثر عليه في أوكرانيا، وهو "مكونات أسلحة بيولوجية كان يجري تطويرها على مقربة شديدة من حدودنا".
واستنفر بوتين دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي في أثناء الاجتماع، للرد على التهديدات المزعومة بالأسلحة البيولوجية، وحشدَها للموافقة على إظهار قوتها العسكرية بتدريبات مشتركة تُجريها دول المنظمة في خريف هذا العام بكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان.
وقال بوتين: "أود أن أوضح أن غايتنا الأولى (في الهجوم على أوكرانيا) هي الدفاع المشترك عن انتصار الأمة في الحرب الوطنية العظمى، فهو العمل البطولي الفذ الذي أنقذت به شعوبنا العالم من النازية بتضحيات هائلة لا يكافئها شيء".
وأضاف: "كما نهدف إلى التصدي لأي محاولة للتستر أو تحسين سمعة النازيين والمتواطئين معهم وأتباعهم الجدد"، مجدداً اتهاماته للأوكرانيين بأن دولتهم تمجِّد النازيين.
ردَّت المنظمة، في بيانها الختامي، على الدول التي طعنت في رواية روسيا بأنها هاجمت أوكرانيا لمجابهة النازية المتفشية فيها، وأصرت دول المنظمة على أن هذه هي الغاية الحقيقية من الحرب.
وقالت المنظمة في بيانها: "ندين بشدة، أي محاولات لتزوير الأحداث التاريخية المتعلقة بإسهامنا المشترك في مجابهة العدوان النازي. ونُعرب عن قلقنا الشديد من محاولات حظر الرموز المرتبطة بالانتصار على النازية".