قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن محاولة فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ستكلل بالنجاح، بينما جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفض تركيا انضمام البلدين الأوروبيين إلى الحلف.
وخلال رده على سؤال أحد الصحفيين، الأربعاء 18 مايو/أيار 2022، عن كيفية إقناع تركيا، القوة الثانية في حلف الناتو، بهذا الأمر، أجاب بايدن: "أعتقد أن الأمور ستكون على ما يرام".
رفض تركي
في المقابل، قال الرئيس التركي أردوغان، في كلمة له الخميس 19 مايو/أيار، إنهم أبلغوا "أصدقاءهم" رفض أنقرة انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.
أردوغان أكد أن تركيا لا تزال متمسكة بهذا الموقف، لافتاً إلى أن البلدين المذكورين "يستضيفان إرهابيي تنظيمي حزب العمال الكردستاني ويدعمانهم بالمال والسلاح".
وأكد أن "الناتو" منظمة أمنية، ولا يمكن لتركيا أن تقبل بوجود بلدان داعمة للتنظيمات الإرهابية في بينة مثل هذه المنظمة.
وفي إشارة إلى اليونان التي خرجت من الحلف ثم عادت له في ثمانينيات القرن الماضي، قال أردوغان: "لا نتصور أن نُلدغ من جحر مرتين، عايشنا ذلك مع اليونان، ونعلم أن السويد وفنلندا ستكرران الأمر ذاته، فلماذا نقع في غفلة كهذه؟ ليعذرونا، التحالف في الناتو يجب أن يكون كاملاً".
وأكد أن تركيا ترى في الدولتين- لا سيما السويد- بؤرة للإرهاب.
"إيجاد أرضية مشتركة"
على صعيد آخر، علق الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، الخميس 19 مايو/أيار، على الجدل المثار حول انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، مؤكداً ضرورة "الأخذ بعين الاعتبار مخاوف تركيا، وإيجاد أرضية مشتركة".
وقال ستولتنبرغ: "عندما يثير حليف رئيسي مثل تركيا مخاوف أمنية، فإن الطريقة الوحيدة للتعامل معها هي الجلوس والتحدث لإيجاد أرضية مشتركة".
وأضاف: "يجب أخذ المخاوف الأمنية لجميع الأعضاء بعين الاعتبار، وأعتقد أننا سنصل إلى قرار مشترك حول انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو".
وأشار إلى أنه توجد في بعض الأحيان خلافات بين الأعضاء، لافتاً إلى أنه يمكن التغلب عليها عبر الحوار.
الأمين العام للناتو ذكر أن الأمانة العامة على اتصال وثيق مع جميع الأعضاء في الحلف- وضمن ذلك تركيا- بشأن انضمام فنلندا والسويد.
وأوضح أنه في حال انضمام البلدين إلى الناتو، فإن 96% من سكان الاتحاد الأوروبي سيكونون في الحلف، مؤكداً أن الناتو والاتحاد يتعاونان بشكل وثيق في مختلف القضايا مثل أوكرانيا وغرب البلقان والأمن السيبراني.
مخاوف تركية
والسبت 14 مايو/أيار، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن أي دولة ستكون عضواً في حلف شمال الأطلسي؛ "يجب ألا تدعم تنظيم بي كا كا/ ي ب ك الإرهابي"، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
وأشار تشاووش أوغلو في تصريحات من العاصمة الألمانية برلين، إلى أن السويد وفنلندا تقدمان "دعماً علنياً جداً" لـ"بي كا كا" و(ذراعه السورية) "ي ب ك" رغم جميع التحذيرات، وهو ما ينعكس سلباً على مشاعر الشعب التركي.
وكان الرئيس التركي أردوغان أعرب، الجمعة 13 مايو/أيار، عن تحفُّظ تركيا على عملية انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو.
والأحد 15 مايو/أيار، أكد وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، أن "تركيا أطلعت أعضاء حلف الناتو على كيفية دعم السويد وفنلندا للتنظيمات الإرهابية شمالي سوريا (..)، خصوصاً تسليح السويد للتنظيم".
محادثات تركية أوروبية
يشار إلى أن العاصمة الألمانية برلين احتضنت، مساء السبت 14 مايو/أيار، محادثات بين وزراء خارجية تركيا وفنلندا والسويد؛ لبحث انضمام الأخيرتين إلى حلف الناتو، على هامش اجتماع للحلف بحث الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتستعد فنلندا والسويد للتقدم بطلب الانضمام إلى حلف الناتو المؤلف من 30 عضواً، وسط تهديدات روسية بالرد، بنيما تعترض تركيا بسبب مخاوف أخرى تتعلق بتنظيمات قرب حدودها مع سوريا.
قبيل المحادثات، لفت تشاووش أوغلو إلى انزعاج تركيا من دعم فنلندا والسويد لتنظيمات محسوبة على حزب العمال الكردستاني، واصفاً ذلك بأنه "مشين وغير مقبول".
ومضى يقول: "الغالبية العظمى من الشعب التركي تعارض عضوية هاتين الدولتين، وتطلب منا منع انضمامهما".