موسكو تستحوذ على مصنع رينو الفرنسي.. أول عملية تأميم روسية كبرى لشركة أجنبية منذ حرب أوكرانيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/17 الساعة 15:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/18 الساعة 05:55 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين /رويترز

تعتزم حكومة مدينة موسكو الاستحواذ على مصنع تابع لشركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات واستخدامه لإحياء شركة موسكوفيتش التي تعود إلى الحقبة السوفييتية في أول عملية تأميم روسية كبرى لشركة أجنبية خلال حربها في أوكرانيا، وفق ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 16 مايو/أيار 2022.

ويأتي هذا التطور، الذي قوبل بسخرية من الروس الذين لديهم ذاكرة قوية عن تلك الحقبة، في أعقاب قرار رينو الانضمام إلى موجة الشركات الغربية مثل ماكدونالدز وسيمنز التي تغادر السوق الروسية مع اقتراب الحرب في أوكرانيا من شهرها الرابع.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن رينو تنازلت عن حصتها البالغة 68% في شركة AvtoVAZ، أكبر شركة لتصنيع السيارات في روسيا، مع خيار إعادة شرائها في غضون ست سنوات. 

مدينة موسكو ستتولى إدارة "رينو" لمنع البطالة 

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام، بيعت أصول الشركة الروسية مقابل روبل واحد؛ مما يعني أنَّ مدينة موسكو قد سيطرت فعلياً على المصنع مجاناً.

الرئيس التنفيذي لشركة رينو، لوكا دي ميو، قال في بيان، إنَّ الشركة تحمي أعمالها المستقبلية في روسيا. وأضاف: "اتخذنا اليوم قراراً صعباً، لكنه ضروري، ونتخذ خياراً مسؤولاً تجاه موظفينا البالغ عددهم 45000 موظف في روسيا مع الحفاظ على أداء المجموعة وقدرتنا على العودة إلى البلاد في المستقبل".

فيما دعا معلقون مخضرمون، مثل رئيسة شبكة Russia Today، مارغريتا سيمونيان، إلى وجوب مصادرة الأصول المحلية الخاصة بالشركات الأجنبية التي تغادر السوق الروسية.

بينما بدا أنَّ عمدة موسكو سيرجي سوبيانين يدافع عن قرار رينو، قائلاً إنَّ المدينة ستتولى المصنع لمنع البطالة.

تغيير العلامة التجارية

سوبيانين قال: "قرر المالك الأجنبي إغلاق مصنع رينو في موسكو، هذا حقهم، لكن لا يمكننا السماح لآلاف العمال بالبقاء دون عمل، لذلك، قررت السيطرة على المصنع في المدينة واستئناف إنتاج سيارات الركاب تحت العلامة التجارية Moskvitch التاريخية، سنحاول إبقاء معظم الفريق الذي يعمل مباشرةً في المصنع وشركائه".

بالنسبة للروس الذين مزحوا حول عودة البلاد إلى العزلة السوفييتية، كان إحياء علامة Moskvitch بمثابة النهاية المثالية للمزحة.

فقد كتب أحدهم: "لقد اخترعت روسيا آلة الزمن، يمكنها نقل الدولة بأكملها عبر الزمن، لكن ليس بوسعها إلا العودة إلى الاتحاد السوفييتي".

من جانبه، توقع  موقع Panorama الساخر إحياء العلامة التجارية السوفيتية Moskvitch قبل شهر عندما كتب عنواناً وهمياً مفاده أنَّ مصنع رينو قد "جمع أول سيارة Moskvitch منذ 20 عاماً".

كما كتب الموقع، يوم الإثنين 16 مايو/أيار، بعد الإعلان عن الصفقة "Panorama لا تقدم تنبؤات، نحن نُبلِّغ حصرياً عن أخبار حقيقية من المستقبل".

ماكدونالدز وترك السوق الروسي

وبالمثل، أعلنت ماكدونالدز، يوم الإثنين، أنها ستترك السوق الروسية، وتبيع 850 موقعاً إلى مشترٍ محلي.

الشركة قالت: "إنَّ الأزمة الإنسانية التي سبّبتها الحرب في أوكرانيا، وبيئة التشغيل المتسارعة التي لا يمكن التنبؤ بها، دفعت ماكدونالدز إلى استنتاج أنَّ ملكية الأعمال في روسيا لم تعد قابلة للاستمرار".

كان افتتاح أول فرع لمطاعم ماكدونالدز في ميدان بوشكينسكايا في العاصمة الروسية، في عام 1990 حدثاً كبيراً. وشكّل أكثر من 30 ألف مواطن سوفييتي طابوراً بطول كيلومترات لتذوق البرغر والبطاطا المقلية والمشروبات الغازية.

وذكرت وكالات أنباء رسمية روسية أنَّ المتاجر ستفتح بحلول منتصف يونيو/حزيران. ونقلت وكالة أنباء Tass عن مصدر قوله: "ماكدونالدز ستعود إلى روسيا في يونيو/حزيران تحت علامة تجارية جديدة، مع الحفاظ على سلسلة المطاعم وقائمة الطعام، وكذلك الوظائف، كما هي. أكثر من 90% من الموردين هم من الروس، وسيستمر التعاون معهم. في الواقع، اسم العلامة فقط هو الذي سيُسحَب".

تحميل المزيد