رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية عدة دعاوى، ضد مشروع عربات كهربائية (تلفريك) مثير للجدل، يهدف إلى تغيير الأفق التاريخي للمدينة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
موقع Middle East Eye البريطاني، ذكر الإثنين 16 مايو/أيار 2022، أن المحكمة رفضت يوم الأحد الماضي أربعة دعاوى قدمها سكان فلسطينيون من حي سلوان، وأصحاب متاجر في البلدة القديمة، ومجتمع اليهودية القرائية، ومجموعة الآثار "عيمق شڤيه" الإسرائيلية، والمنظمة البيئية "آدم تيفا فدين".
يُظهر الحكم، الصادر بإجماع هيئة من ثلاثة قضاة ونشرته وزارة العدل، أن المحكمة قررت عدم التدخل لتغيير الخطة، قائلة إن إجراءات تخطيط مناسبة أعقبت القرار، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
من بين معارضي خطة التلفريك، التي وافقت عليها السلطات الإسرائيلية لأول مرة في مارس/آذار 2019، سامي أرشيد، المحامي الذي يمثل السكان الفلسطينيين في سلوان وأصحاب المحلات في البلدة القديمة، الذي قال إنَّ المشروع "يلحق أضراراً جسيمة بالنسيج الاجتماعي والتاريخي والثقافي والديني للقدس".
من جانبها، قالت مجموعة الآثار "عيمق شڤيه"، بعد الحكم الصادر يوم الأحد الماضي إن "الكفاح العام بدأ لتوّه"، محذرة من أن المشروع سيغير الأفق القديم والتاريخي لمدينة القدس القديمة، وأضافت: "نحن نبذل كل ما في وسعنا لمنع بناء هذا المشروع الرهيب".
كانت الحكومة الإسرائيلية قد خصصت في عام 2019، نحو 200 مليون شيكل (54.4 مليون دولار) للمشروع الذي سيربط بين الجانبين الغربي والشرقي للمدينة.
حي سلوان
من المقرر أن يمر "التلفريك" فوق مقبرة لطائفة القرائين اليهودية، التي حذر قادتها من أن المشروع سيدنس موقع الدفن ويوقف استخدامه، ثم يصل إلى حديقة مدينة داوود في سلوان، وهو حي فلسطيني يواجه سكانه منذ فترة طويلة أوامر إخلاء.
المحامي أرشيد قال إن هذا "مشروع مثير للجدل ومصاب بجنون العظمة يروج لأجندة سياسية. يؤسفنا أن المحكمة رفضت الدعاوى، ولم تتدخل لمنع وقوع هذه الكارثة على القدس نتيجة عملية خاطئة وقاسية".
يقول الفلسطينيون في سلوان إن "المشروع سيشجع السائحين على تخطيهم وهم في طريقهم إلى الأماكن المقدسة"، وأشار أحد سكان الحي في وقت سابق إلى أن "المشروع سيعطي انطباعاً بأنها مدينة يهودية وسيزيل التراث الفلسطيني منها"، وأضاف قائلاً "أعمدة المشروع ستبنى على أرضنا".
من جانبه، رحب موشيه ليون، رئيس بلدية القدس الإسرائيلي، بقرار المحكمة، قائلاً: "مثلما يخدم القطار الخفيف الجميع، سيكون هذا هو الحال مع التلفريك، الذي سيحمل رسالة نقل جديدة إلى القدس بأكملها، وإلى الزوار الذين سيستمتعون به"، وفق قوله.
يُشار إلى أن في سلوان يعيش 500 مستوطن بين 25000 فلسطيني تحت حماية مشددة من الشرطة والأمن الخاص، وضغطت "إلعاد"، وهي مجموعة استيطانية إسرائيلية تدير متنزه مدينة داود في سلوان، من أجل توسيع المستوطنات في القدس الشرقية وإعطاء الأولوية للسياحة والتراث الإسرائيلية، فيما وصفه الفلسطينيون بجهود لمحو الوجود الفلسطيني في المدينة.
كانت إسرائيل قد احتلت القدس الشرقية عام 1967، وتعتبرها جزءاً لا يتجزأ من عاصمتها، فيما يؤكد الفلسطينيون على أن القدس الشرقية مدينة محتلة وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.