ارتفع سعر القمح في الأسواق العالمية، الإثنين 16 مايو/أيار 2022، إلى أرقام قياسية غير مسبوقة، وذلك بعد إعلان الهند حظر تصدير هذه المادة الحيوية بسبب الجفاف، بينما لا زالت دول العالم تحاول تجاوُز تأثير حرب أوكرانيا على سوق القمح.
إذ زاد مؤشر القمح القياسي بنسبة 5.9% في شيكاغو، وهو أعلى مستوى له خلال شهرين، وارتفع سعر القمح بنحو 60% في الأسواق العالمية هذا العام؛ مما أدى إلى ارتفاع تكلفة كل شيء من الخبز إلى المعكرونة.
حظر الهند يرفع سعر القمح
قالت الحكومة الهندية إنها ستظل تسمح بالصادرات المدعومة بخطابات اعتماد صدرت بالفعل، وكذلك للدول التي تطلب إمدادات "تلبية لاحتياجات أمنها الغذائي".
قال مسؤولون حكوميون أيضاً إن الحظر ليس دائماً ويمكن تعديله. ولكن القرار تعرَّض مع ذلك لانتقادات وزراء الزراعة في مجموعة الدول السبع.
إذ قال وزير الغذاء والزراعة الألماني جيم أوزدمير: "إذا بدأ الجميع في فرض قيود على الصادرات أو إغلاق الأسواق، فسيؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة".
تضم مجموعة السبع أكبر سبعة اقتصادات "متقدمة" في العالم، وهي التي تهيمن على التجارة العالمية والنظام المالي الدولي. وهذه الدول هي: كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة.
على الرغم من أن الهند هي ثاني أكبر منتِج للقمح في العالم، فإنها لم تكن من قبل مصدراً رئيسياً له؛ لأن معظم محصولها يباع في الأسواق المحلية.
لكن صادرات القمح الأوكرانية تراجعت بعد الغزو الروسي. ومع تهديدات الجفاف والفيضانات للمحاصيل لدى المنتجين الرئيسيين الآخرين، فإن تجار السلع يتوقعون بعض الإمدادات من الهند لتعويض جزء من النقص لديهم.
قلق عالمي من القرار الهندي
نشرت صحيفة "New York Times" الأمريكية تقريراً تحدثت فيه عن القلق العالمي الجديد حول حظر الهند لصادرات القمح.
قال التقرير إن الهند تقوم بحظر صادراتها من هذه السلعة في وقت يثير فيه ارتفاع أسعار المواد الغذائية قلق صانعي السياسة، بعد أن كانت الدولة تسد فجوة العرض في الأسواق الدولية التي خلَّفتها حرب روسيا على أوكرانيا.
رجَّح تقرير "نيويورك تايمز" أن تتسبب خطوة الهند هذه في دفع أسعار الغذاء للارتفاع، وأن تغذي الجوع في البلدان الفقيرة التي تعتمد على واردات هذه السلعة.
حسب الصحيفة الأمريكية، فإن سعر القمح وصل إلى مستويات مذهلة بسبب مخاوف الإمداد الناجمة عن حرب أوكرانيا. وجاء التقرير ليذكر أن الهند تمتلك حوالي 10% من احتياطيات الحبوب في العالم، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية، وهو فائض كبير ناتج عن دعمها الكبير لمزارعيها.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه كان يُنظر إلى الهند منذ شهور على أنها دولة يمكن أن تساعد في تعويض النقص في الإمدادات العالمية.