كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست"، أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، سيطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين، في غضون شهر ونصف.
ووفق المصدر ذاته، فإن إطلاق المعتقلين السياسيين سيكون بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر، يوم 5 يوليو/تموز القادم.
وأضافت مصادرنا أن الرئيس الجزائري وعد الأحزاب السياسية، التي اجتمع برؤسائها مؤخراً بقصر المرادية، باتخاذ تدابير عفو عن نشطاء الحراك الشعبي، في إطار مبادرته المسماة "لم الشمل".
وكانت "عربي بوست" قد كشفت عن مفاوضات أجرتها الحكومة مع المعارضين في الخارج؛ من أجل السماح لهم بالعودة إلى أرض الوطن مجدداً، وقد أبدى العديد منهم الموافقة.
وكشف نائب رئيس البرلمان الجزائري، منذر بوذن، أن مبادرة لم الشمل، التي أطلقها تبون تمسّ حتى النشطاء في حركتي "ماك" الانفصالية، و"رشاد" الإسلامية، اللتين تضعهما الجزائر على لوائح الإرهاب.
لقاء جامع
قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون: إنه يعتزم عقد لقاء جامع مع كل الأحزاب السياسية في البلاد، في إطار مبادرته للم الشمل؛ من أجل تقوية الجبهة الداخلية للبلاد، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، صباح اليوم 16 مايو/أيار.
والرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، موجود حالياً في تركيا؛ إذ يؤدي زيارة إليها بدعوة من نظيره رجب طيب أردوغان.
وتحدث تبون لأول مرة عن المبادرة بشكل علني وصريح؛ حيث لم يتطرق للموضوع منذ إثارته في الإعلام، بحيث نقلت وكالة الأنباء الجزائرية خبراً قبل أسبوعين تحدثت فيه عن مد الرئيس يده للجميع من أجل لم الشمل والاحتفال معاً بالذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر عن فرنسا، دون تفاصيل أخرى.
وكان "عربي بوست" قد كشف في وقت سابق أن تبون يعتزم تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد استكمال إجراءات مبادرة لم الشمل.
ولم يتأكد بعد إن كان سيقود الحكومة الوزير الأول الحالي أيمن بن عبد الرحمن، باعتباره شخصية تكنوقراطية وغير متحزبة، أم أن الأمر سيسند إلى شخصية سياسية توافقية على غرار الوزير والسفير الأسبق عبد العزيز رحابي، الذي استقبله تبون مؤخراً بالقصر الرئاسي، وهو الشخص الوحيد الذي لا يملك حزباً سياسياً من بين الشخصيات التي استقبلها.
ماذا عن المعارضة؟
سيواجه الرئيس الجزائري عقبة إقناع المعارضة الراديكالية بالمشاركة في اجتماع الأحزاب السياسية، على غرار التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذي قاطع الانتخابات التشريعية والمحلية، وحزب جبهة القوى الاشتراكية، الذي قاطع التشريعيات وشارك في المحليات، وحزب العمال، الذي قاطع جميع الانتخابات منذ وصول تبون إلى السلطة.
وكان التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية قد أبدى تحفظه على مبادرة لم الشمل في منشور لرئيس الحزب محسن بلعباس، الذي اعتبر المصالحة تعني النظام ولا تعني الشعب، داعياً إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
أما حزبا العمال وجبهة القوى الاشتراكية فلم يعلقا حتى الآن على المبادرة، كما لم يلتقيا بتبون في إطار المشاورات التي يجريها مع قادة الأحزاب.
وتعد مشاركة هذه الأحزاب في الاجتماع الذي يحضر له تبون؛ خطوة قد تمهد فعلاً للحكومة التوافقية التي يسعى إلى تشكيلها.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”