أقدمت شركة "سوفكمفلوت" Sovcomflot الروسية العملاقة للنقل البحري، على بيع نحو 12 سفينة لمشترين في آسيا والشرق الأوسط؛ لسداد قروضها للبنوك الغربية التي قررت إنهاء علاقتها التجارية بالشركة، امتثالاً للعقوبات المفروضة بسبب الحرب على أوكرانيا، وفقاً لما نشرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 13 مايو/أيار 2022.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مطلعة أن الشركة، التي تأتي من بين أكبر شركات تشغيل الناقلات في العالم، باعت 5 ناقلات لشركة "كوبان" Koban للشحن، ومقرها دبي، و4 ناقلات غاز طبيعي لشركة "إيسترن باسيفيك" Eastern Pacific للشحن، ومقرها سنغافورة، حيث دفعت إيسترن باسيفيك 700 مليون دولار إلى أحد البنوك التي كانت استحوذت على ملكية السفن.
وبحسب المصادر، فإن الشركة الروسية تتفاوض أيضاً مع شركات، من بينها شركة "تشاينا ميرشانتس" China Merchants Group Ltd الصينية لبيع سفن أخرى.
وتأتي صفقات البيع قبيل الموعد النهائي، المقرر يوم الأحد 15 مايو/أيار للشركات المسجَّلة في الاتحاد الأوروبي، لإنهاء التعاملات مع روسيا، امتثالاً للعقوبات المفروضة بعد غزو أوكرانيا.
"سوفكمفلوت" تخطط لبيع ثلث أسطولها
وفي وقت سابق، ذكرت مجلة Lloyd's List، المتخصصة في أخبار النقل البحري، سابقاً أن شركة سوفكمفلوت تسعى إلى بيع ما يصل إلى ثلث أسطولها.
وتمتلك شركة سوفكمفلوت الروسية، وتدير 122 سفينة، منها ناقلات نفط خام وناقلات غاز طبيعي وكاسحات جليد.
وفي بيان مكتوب، قالت الشركة، التي تتخذ من سانت بطرسبرغ مقراً لها: إنها تبيع "منشآت قديمة وسفناً يبدو أنها صارت مستحيلة الاستخدام، بسبب القيود المفروضة على الأسطول التجاري الروسي".
شركات وهمية لتمرير صفقات البيع بسبب العقوبات
من جانبه، قال أشخاص مطلعون على الأمر: إن بعض معاملات البيع تجري على الأغلب من خلال شبكة من الشركات الوهمية؛ لأن الشراء مباشرة من كيان خاضع للعقوبات ينطوي على مخاطر بالوقوع تحت جزاءات وعقوبات.
فيما قال سماسرة شحن: إن بعض السفن التي بيعت غيَّرت أسماءها، وسُجِّلت تحت أعلام مختلفة؛ من أجل تدابير التأمين.
يُذكر أن شركة سوفكمفلوت واحدة من 13 شركة وكياناً روسياً بارزاً فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها أول مرة في 24 فبراير/شباط، وقد مُنعت الشركة منذ ذلك الحين من دخول المياه الأمريكية، ووُضع شركاؤها وممولوها الروس في قائمة العقوبات السوداء.
ولا يُعلم مقدار الديون المستحقة على شركة سوفكمفلوت للبنوك الغربية، إلا أن الشركة قالت: إن إجمالي التزامات ديونها بلغت 2.4 مليار دولار في 31 ديسمبر/كانون الأول.
سوفكمفلوت قالت: إن أرباحها تراجعت الشهر الماضي إلى 35.8 مليون دولار بعد أن كانت تبلغ 267.1 مليون دولار في العام السابق، وانخفضت الإيرادات بنحو 7% لتصل إلى 1.54 مليار دولار.
وتمتلك الشركة أكثر من 30 سفينة تحت الطلب، معظمها من ناقلات الغاز الطبيعي التي تنقل الغاز المسال من مشروعات في القطب الشمالي.
من جهته، قال لارس بارستاد، الرئيس التنفيذي لشركة Frontline Management AS: إن "ناقلات الغاز الطبيعي المسال المملوكة للشركة الروسية ستكون مطلوبة بشدة، فالطلب على هذا النوع من الناقلات ممتد، لا سيما أن بناء الواحدة منها يستغرق 3 سنوات، وبتكلفةٍ تبلغ 230 مليون دولار".
وذكرت قاعدة بيانات صناعة الشحن البحري Equasis أن شركة سوفكمفلوت عمدت أيضاً إلى نقل إدارة سفنها إلى دبي، وسجَّلت غالبية سفنها هناك الشهر الماضي.
ويقول خبراء في مجال الشحن البحري ومطلعون على العقوبات: إن نقل الإدارة يمكِّن الشركة من الاستمرار في تقديم الخدمات اللازمة للإبقاء على سفنها قيد الإبحار.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.