قالت وزيرة التجارة الأمريكية، جينا ريموندو، يوم الأربعاء 11 مايو/أيار 2022: إنَّ العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة تجبر روسيا على استخدام الرقائق الإلكترونية من غسالات الصحون والثلاجات في بعض المعدات العسكرية.
في جلسة استماع في مجلس الشيوخ قالت كذلك ريموندو: "لدينا تقارير من الأوكرانيين أنهم وجدوا معدات عسكرية روسية على الأرض مليئة بأشباه الموصلات المأخوذة من غسالات الصحون والثلاجات"، مشيرة إلى أنها التقت مؤخراً برئيس وزراء أوكرانيا، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، يوم الخميس 12 مايو/آيار 2022.
تراجع صادرات التكنولوجيا الأمريكية إلى روسيا
في الوقت نفسه، تراجعت صادرات التكنولوجيا الأمريكية إلى روسيا بنحو 70% منذ بدء العقوبات في أواخر فبراير/شباط 2022، وفقاً لوزيرة التجارة، التي تشرف وزارتها على ضوابط التصدير، التي تشكل جزءاً كبيراً من حزمة العقوبات. وقد تبنت 36 دولة أخرى حظر تصدير مماثل ينطبق أيضاً على بيلاروسيا.
ورداً على سؤال من السيناتورة الديمقراطية عن ولاية نيوهامبشير، جين شاهين، حول تأثير ضوابط التصدير، قالت ريموندو: "نهجنا هو حرمان روسيا من التكنولوجيا التي من شأنها شل قدرتها على مواصلة العملية العسكرية".
من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة التجارة، روبين باترسون: إنَّ حكاية أشباه الموصلات جاءت من مسؤولين أوكرانيين أخبروا الوزير أنهم عندما فتحوا الدبابات الروسية التي استولوا عليها، وجدوا أجزاءً من ثلاجات وآلات تجارية وصناعية، يبدو أنها تعوض عن مكونات أخرى غير متوفرة.
أضافت باترسون أنَّ عدد الشحنات الأمريكية إلى روسيا، بما في ذلك العناصر الخاضعة للقواعد الجديدة (أشباه الموصلات ومعدات الاتصالات والليزر وإلكترونيات الطيران والتكنولوجيا البحرية) قد انخفض بنسبة 85%، وانخفضت قيمته بنسبة 97%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.
توقف تصنيع الدبابات الروسية
في تصريحات مجلس الشيوخ، أشارت ريموندو أيضاً إلى التقارير الأخيرة التي تفيد بأنَّ مُصنّعي الدبابات الروسيين اضطروا إلى التوقف عن الإنتاج بسبب نقص المكونات. وقد سلّط البيت الأبيض أيضاً الضوء على هذه التقارير، قائلاً: إنَّ شركة Uralvagonzavod لصناعة المعدات، ومصنع Chelyabinsk للجرارات، قد أوقفا الإنتاج.
رقائق الحاسوب، المعروفة أيضاً باسم أشباه الموصلات، هي العقول التي تشغل معظم الأجهزة الإلكترونية الحديثة، من الأجهزة إلى الطائرات المقاتلة. وتصنع روسيا القليل من رقائقها الخاصة، واعتمدت تاريخياً على الواردات من الشركات الآسيوية والغربية.
في حين بدأت أكبر شركات الرقائق الإلكترونية في العالم في وقف عمليات التسليم إلى روسيا في أواخر فبراير/شباط 2022، بعد بدء فرض القيود بزعامة الولايات المتحدة.
كانت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، قد نظمت بالفعل مبيعات لروسيا من الرقائق والمكونات الإلكترونية الأخرى المصممة خصيصاً للاستخدام العسكري. وتطلبت هذه المبيعات ترخيصاً حكومياً للمضي قدماً، حتى قبل الهجوم الروسي الأخير لأوكرانيا.
وقف بيع الرقائق ذات الاستخدام المزدوج
شددت القواعد الجديدة تلك القيود، وحظرت أيضاً بيع معظم الرقائق ذات الاستخدام المزدوج، التي لها تطبيقات عسكرية وتجارية على حد سواء، للمستخدمين غير العسكريين في روسيا، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في صناعات التكنولوجيا الفائقة.
من جانبها قالت إدارة بايدن: إنَّ الحظر سيقطع عن روسيا أكثر من نصف وارداتها عالية التقنية، ويعيق قدرتها على تنويع اقتصادها ودعم جيشها. لكن لم يكن الحظر مصمماً لمنع تسليم الإلكترونيات الاستهلاكية.
في خطوة جديدة، استخدمتها الولايات المتحدة مرة واحدة فقط سابقاً ضد شركة Huawei الصينية، طلبت أيضاً من الشركات في جميع أنحاء العالم الالتزام بالقواعد، ومنع مثل هذه المبيعات لروسيا إذا استخدمت معدات أو برامج تصنيع أمريكية لإنتاج رقائق. ويقول محللون: إنَّ معظم مصانع الرقائق حول العالم تستخدم برامج أو معدات مصممة في الولايات المتحدة.
كما أظهرت الأبحاث السابقة أنَّ الجيش الروسي مرتبط منذ فترة طويلة بالإلكترونيات الغربية، وقد قال محققون من مجموعة Conflict Armament Research، ومقرها لندن: إنَّ الطائرات العسكرية الروسية التي أُسقِطَت فوق أوكرانيا في السنوات الأخيرة، والتي فكّكتها وحلّلتها هذه المجموعة، كانت مليئة بالإلكترونيات والمكونات الغربية.