شدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء 10 مايو/أيار 2022، على أن علاقات بلاده مع إسبانيا "ليست ضد أي أحد، وإنما لمصلحة البلدين"، حسب ما جاء في مؤتمر صحفي مشترك بين بوريطة ونظيره الإسباني في مراكش.
إذ قال بوريطة إن العلاقات بين البلدين "ليست ضد أحد ولا تستهدف أي أحد، وهي علاقة لحماية مصالحنا وتطوير شراكتنا وتعزيز الأمن والاستقرار بين بلدينا"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
كما تابع: "يمكن للمغرب وإسبانيا في الإطار الجديد للشراكة أن يشتغلا كحليفين وشريكين لمصلحة بلديهما وشعبيهما، ولكن أيضاً لمصلحة الأمن والاستقرار بين البلدين".
بوريطة أكد أيضاً أن بلاده تقدر موقف الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء، حيث قال: "هو موقف يقدره المغرب، ويثمنه بشكل كبير، ويندرج في إطار حركة دولية لإيجاد حل لهذا النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية".
فيما تابع: "دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي كإطار أنسب والأكثر مصداقية للحل منسجم تماماً مع رؤية مجلس الأمن الدولي، ومنسجم مع توجه القوى الفاعلة على المستوى الدولي، ومنسجم مع موقف العديد من الدول الأوروبية، ومع رأي أغلب الدول العربية والإفريقية".
بينما شدد بوريطة على أن من يريد حل هذا المشكل "يجب أن ينخرط في الإطار الوحيد الممكن، وهو إطار الحكم الذاتي تحت السيادة الترابية للمغرب".
وزير الخارجية المغربي مضى قائلاً: "أما من يريد عدم حل هذا المشكل مع كل ما يخلقه من عدم استقرار في المنطقة، فيمكنه الاستمرار في تشجيع الوضع القائم الذي طال لأربعة عقود، ويمكن أن يطول إذا لم تكن هناك تعبئة لإيجاد حل".
تأتي زيارة وزير الخارجية الإسباني على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث تحتضن مراكش، في وقت لاحق الأربعاء، اجتماعاً للتحالف على مستوى وزراء الخارجية، بدعوة مشتركة من بوريطة ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
حيث اندلعت أزمة بين البلدين، حين استقبلت مدريد، في أبريل/نيسان 2021، زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي بـ"هوية مزيفة"، ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة "طعنة في الظهر".
في مارس/آذار الماضي، عاد الدفء للعلاقات بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء.
إذ تقترح الرباط حكماً ذاتياً موسعاً بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.