لا يعلمون إن كانوا أحياء أم أمواتاً! سوريون بألمانيا ينتظرون الإفراج عن ذويهم بعد مرسوم “العفو العام”

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/08 الساعة 10:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/08 الساعة 10:39 بتوقيت غرينتش
اعتصام في برلين شارك فيه عشرات السوريين من أجل المعتقلين / رويترز

يعقد سوريون آمالهم على إطلاق سراح ذويهم ممن غيّبتهم سجون النظام السوري سيئة السمعة منذ بدء الانتفاضة الشعبية عام 2011، بينما خرج العشرات من السوريين في برلين بألمانيا، السبت 7 مايو/أيار 2022، في اعتصام من أجل المعتقلين. 

يأتي ذلك عقب إصدار رأس النظام بشار الأسد مرسوم "عفو عام" عمّا سماه "الجرائم الإرهابية" المرتكبة قبل 30 أبريل/نيسان 2022، بينما تغصّ السجون السورية بآلاف من معتقلي الرأي وغيرهم ممن لم يرتكب أي جنحة تُذكر.

اعتصام في برلين شارك فيه عشرات السوريين من أجل المعتقلين / رويترز
اعتصام في برلين شارك فيه عشرات السوريين من أجل المعتقلين / رويترز

روجين دركي، سورية تقيم بألمانيا شاركت في اعتصام برلين، وهي تحمل صورة شقيقها المغيّب منذ عشر سنوات، يراودها الأمل فيما إذا كان سيفرج عنه ذات يوم بعد اعتقاله في 2012، أو فيما لو كان على قيد الحياة.

تقول دركي لـ"رويترز": "إنه شعور سيئ، لأنني لا أعرف ما إذا كان حياً أو ما إذا كان سيطلق سراحه أو ما إذا كان سيتذكرنا!".

اعتصام في برلين شارك فيه عشرات السوريين من أجل المعتقلين / رويترز
اعتصام في برلين شارك فيه عشرات السوريين من أجل المعتقلين / رويترز

وقالت دركي التي شارك شقيقها في الثورة ضد بشار الأسد: "عندما علمت أمي بالمرسوم قالت: حتى لو لم يتذكرني، على الأقل سأتذكره أنا".

في الاعتصام وضعت دركي وغيرها من السوريين صور ذويهم من المعتقلين أمام بوابة براندنبورغ في برلين، وكانوا مستاءين من افتقار مرسوم "العفو" إلى الوضوح.

اعتصام في برلين شارك فيه عشرات السوريين من أجل المعتقلين / رويترز
اعتصام في برلين شارك فيه عشرات السوريين من أجل المعتقلين / رويترز

بينما علّقت دركي على المرسوم بأنه "وسيلة أخرى يستعرض بها الأسد نفوذه"، وقالت: "فعل ذلك ليقول للسوريين: أنا ما زلت هنا، وأبناؤكم لدي".

إحدى المشارِكات في الاعتصام وتُدعى ياسمين شباجي، لم تسمع أي خبر عن شقيقها ووالدها المعتقلين منذ نحو عشر سنوات، قالت: "كل الأسر هنا غاضبة مثلي، نحن لا نعرف ما يعنيه هذا العفو".

132 ألف معتقل في سجون النظام

العفو الذي أصدره رأس النظام السوري بشار الأسد مطلع مايو/أيار الجاري، جاء بعد أسبوع من نشر صحيفة الغارديان البريطانية مقاطع فيديو مروّعة تعود لعام 2013 تظهر تصفية عشرات الأشخاص على أيدي عناصر من القوات الحكومية بحي التضامن في دمشق.

وبينما أعاد هذا "العفو" الأمل لآلاف السوريين الذين لا يعملون شيئاً عن ذويهم المعتقلين في سجون النظام منذ سنوات، فقد قلب أوجاعهم مرة أخرى ورسم غصّة من الذكريات التي يصعب طمسها.

صور
صور "قيصر" وثقت قتل آلاف المعتقلين في سجون الأسد – رويترز

من جانبها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي توثق الحرب من خارج سوريا، إن نحو 200 شخص أُطلق سراحهم حتى الآن منذ صدور المرسوم، ومن غير المتوقع أن يتجاوز إجمالي من سيفرج عنهم 1800 معتقل.

وقال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن لدى الحكومة 132 ألف مواطن سوري معتقلين لأسباب سياسية وفقاً لبيانات الشبكة، منهم 87 ألفاً مختفون قسرياً، ما يعني أنهم غير مشمولين بمراسيم العفو.

مجزرة حي التضامن

ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأسبوع الماضي، مقاطع فيديو مروعة تعود لعام 2013، تُظهر تصفية عشرات الأشخاص على أيدي عناصر من القوات الحكومية بحي التضامن في دمشق. 

ووثق تحقيق "الغارديان" الذي أعده الباحثان أنصار شحود وأوغور أوميت أونجور، العاملان في "مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية" بجامعة أمستردام، الجريمة بالفيديو وباسم مرتكبها وصورته. 

الصحيفة قالت إن "هذه قصة جريمة حرب قام بها أحد أشهر الأفرع التابعة للنظام السوري، الفرع 227 الذي يعرف بفرع المنطقة، من جهاز المخابرات العسكرية"، حيث تم إلقاء القبض على مجموعات من المدنيين، وكانوا معصوبي الأعين، ومقيّدي الأيدي، وساروا نحو حفرة الإعدام، غير مدركين أنهم على وشك أن يُقتلوا بالرصاص. 

التحقيق أشار إلى أنه "عندما انتهت عمليات القتل، لقي ما لا يقل عن 41 رجلاً مصرعهم في المقبرة الجماعية بالتضامن، وسكب قَتَلَتهم الوقود على رفاتهم وأشعلوه ضاحكين وهم يتسترون على جريمة حرب". 

ويقع حي التضامن خارج البوابة الجنوبية لمدينة دمشق القديمة، على أطراف حي الميدان الدمشقي، وإلى الجنوب الغربي من حي باب شرقي الذي يعتبر قلب الحياة الليلية الصاخبة لمدينة دمشق. 

وقد شهد حي التضامن في العام 2011 احتجاجات سلمية، ليرد النظام السوري على ذلك عبر إنشاء "مجموعات الشبيحة"، وهي ميليشيات قامت بقمع الاحتجاجات بطريقة شديدة العنف.

تحميل المزيد