أعلنت السلطات الصحية الأمريكية، الجمعة 7 مايو/أيار 2022، أنها تحقق في 109 إصابات غامضة بالتهاب الكبد لدى أطفال في الولايات المتحدة، أسفرت عن خمس وفيات، في وقت كشف فيه مسؤولون من وزارة الصحة في بريطانيا عن سببين رئيسيين للانتشار "المقلق" لالتهاب الكبد الحاد بين الأطفال في البلاد.
وتثير التهابات الكبد الحادة مخاوف في أوروبا حيث سُجلت حالات كثيرة، وينكبّ علماء من العالم أجمع على البحث عن أسبابها، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
في الولايات المتحدة، رُصدت الحالات في 25 ولاية ومنطقة أمريكية، ويبلغ معدل أعمار الأطفال المصابين سنتين فقط، وفق ما أعلن مسؤول في المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، خلال مؤتمر صحفي.
وبسبب صغر سنهم كان أكثرية الأطفال المعنيين غير مؤهلين لتلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19.
أمريكا تحقق في الأسباب
وأوضح المدير المساعد المكلف بشؤون الأمراض المعدية في مراكز "سي دي سي"، جاي باتلر، أن "التلقيح ضد كوفيد-19 ليس السبب" وراء هذه الإصابات، قائلاً إنه يسعى من خلال هذا التصريح إلى قطع الطريق أمام شائعات متداولة عبر الإنترنت.
كما لفت إلى أن الإصابة بكوفيد-19 قد تكون سبباً محتملاً لهذه الحالات.
غير أن "سي دي سي" ترجح أن تكون الإصابات مرتبطة بنوع من الفيروسات الغدانية، وهي فيروسات شائعة، لكن لم يُنسب لها سابقاً التسبب في التهاب الكبد لدى أطفال في صحة جيدة.
وجرى التأكيد على أن أكثر من نصف الأطفال المصابين في الولايات المتحدة ثبتت إصابتهم بفيروس غداني يُمسى "النوع 41″، ويُعرف عنه أكثر التسبب بالتهاب المعدة والأمعاء. ورُصد هذا الفيروس الغداني أيضاً لدى أطفال كثيرين أصيبوا خارج الولايات المتحدة.
ومن الفرضيات المطروحة أن الرد المناعي على هذا الفيروس الغداني قد يتعطل جراء عوامل أخرى مثل الإصابة بكوفيد-19، أو عوامل بيئية مثل الاحتكاك مع حيوانات أو التعرض لتوكسينات.
وأكد جاي باتلر أن "المحققين هنا وفي العالم يعملون على تحديد السبب".
السلطات الصحية البريطانية تكشف سبب المرض
وفي بريطانيا حذر خبراء الصحة في بريطانيا مؤخراً، من أن المعيشة مع "كلب أليف"، أو تناول عقار "الباراسيتامول"، قد يؤدي إلى حالات غامضة من التهاب الكبد لدى الأطفال.
من ضمن 92 حالة في جميع أنحاء بريطانيا، كانت 64 حالة في الأطفال الذين كانوا من عائلات تملك كلاباً أو تعرضوا للكلاب، وفقاً لبيانات من وكالة الأمن الصحي في بريطانيا.
ويحاول خبراء الصحة في بريطانيا البحث عن علاقة انتشار التهاب الكبد والاتصال بالكلاب.
كما وجد أن ثلاثة أرباع المصابين ذكروا استخدام عقار "الباراسيتامول"، بينما لم يتم الإبلاغ عن استخدام "الأسبرين"، وقال الخبراء إن انتشار استخدام الباراسيتامول يعتبر متسقاً مع الإرشادات الخاصة بإدارة المرض الحاد عند الأطفال.
تحذيرات من المرض الغامض
من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنها تُواصل تَلَقي عشرات البلاغات عن إصابات أطفال بالتهاب الكبد الحاد، لم يُحدد سببها بعد، مقدّرة عددها بنحو 230 في مختلف أنحاء العالم.
ففي 5 أبريل/نيسان، بُلغت منظمة الصحة العالمية بعشر حالات من التهاب الكبد الحاد مجهولة السبب، لدى أطفال دون العاشرة، في وسط اسكتلندا. وفي 8 أبريل/نيسان، بلغ عدد الحالات المسجلة في بريطانيا كلها 74.
وتشجع السلطات الصحية الأهل على مراقبة الأعراض المحتملة لدى الأطفال (بينها التقيؤ والبول الداكن والبراز الشاحب واليرقان)، والاتصال بالطبيب، في حال ظهور أي أعراض مقلقة.
وقبل أسبوعين، أصدرت مراكز "سي دي سي" تحذيراً صحياً موجهاً إلى الأطباء، لحملهم على إعلام السلطات لدى تسجيل أي إصابة مشبوهة بالتهاب الكبد غير المحدد المصدر.
وسُجلت الحالات الـ109 خلال الأشهر السبعة الماضية، وفق باتلر، الذي لفت إلى أن 14% من الأطفال المصابين خضعوا لعملية زرع للكبد، وفيما أُدخل 90% من الأطفال المعنيين إلى المستشفى للمعالجة، فإن أكثريتهم تماثلوا للشفاء تماماً من الإصابة.
وقال باتلر "ندرك أن هذا النبأ قد يكون مقلقاً، خصوصاً لأهالي الأطفال الصغار. من المهم التذكير بأن حالات التهاب الكبد الحاد هذه نادرة".
كما أوضح أن عدد حالات إدخال الأطفال إلى قسم الطوارئ بسبب التهاب الكبد ليس مرتفعاً بصورة غير طبيعية حالياً في الولايات المتحدة، خلافاً لما هو عليه الوضع في بريطانيا.
ورُصدت 163 إصابة بهذا المرض الغامض في المملكة المتحدة، على ما أعلنت السلطات الصحية البريطانية الجمعة، وفي خارج الولايات المتحدة سُجلت أكثر من مئتي حالة، وفق ما أعلن مسؤول آخر في مراكز "سي دي سي".