أبرم الحزب الاشتراكي الفرنسي، الجمعة 6 مايو/أيار 2022، اتفاق تحالف مع حزب فرنسا الأبية اليساري المتشدد؛ لخوض الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران، في محاولة لحرمان الرئيس إيمانويل ماكرون من الأغلبية.
زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فوري قال: "من الآن فصاعداً سنخوض الحملة الانتخابية معاً"، وسيكون الاتفاق، الذي وافق عليه الخضر والشيوعيون في وقت سابق هذا الأسبوع، المرة الأولى التي تتوحد فيها صفوف اليسار الفرنسي منذ 20 عاماً، لكن مع وجود حزب فرنسا الأبية المتشكك في الاتحاد الأوروبي في مقعد القيادة هذه المرة.
وتتطلع أحزاب اليسار واليمين من الطيف السياسي الفرنسي إلى إقامة تحالفات لمحاولة التغلب على حزب ماكرون، الذي أعيدت تسميته بحزب النهضة، في انتخابات 12 و19 يونيو/حزيران لاختيار أعضاء مجلس النواب بالبرلمان الفرنسي.
ويأتي هذا بعدما فاز ماكرون بولاية رئاسية ثانية الشهر الماضي، لكنه سيحتاج إلى أغلبية في البرلمان حتى يتمكن من المضي قدماً في سياسات تشمل رفع سن التقاعد إلى 65 عاماً من 62 حالياً، وهو ما يعارضه اليسار واليمين على حد سواء.
وتبلور تحالف الكتلة اليسارية تحت قيادة رئيس حزب فرنسا الأبية المثير للجدل جان لوك ميلونشون، الذي أخفق في الوصول إلى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية الشهر الماضي، وجاء ميلونشون في المركز الثالث بحوالي 22٪ من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات، خلف المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، فيما حصلت المرشحة الرئاسية عن الحزب الاشتراكي آن هيدالجو على حوالي 1.7٪ فقط من الأصوات.
ماكرون يستعد للانتخابات التشريعية
وفي لفتة غريبة، غيّر حزب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اسمه من "الجمهورية إلى الأمام" إلى "النهضة"، وفق ما أعلن أمينه العام ستانيسلاس غيرييني، وبرَّر غيرييني هذا التغيير، وقال: إن الحزب يباشر حركة تجديد لـ"الجمهورية إلى الأمام"؛ لكي يستمر في توسيع هذه الحركة السياسية التي أسسها الرئيس إيمانويل ماكرون قبل ما يزيد بقليل على 6 سنوات، وتحويلها إلى حزب سياسي يحمل اسم (النهضة).
وجاء كلام غيرييني، خلال مؤتمر صحفي عقده في باريس مع رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب (من حركة آفاق اليمينية)، ورئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) ريشار فيران (الجمهورية إلى الأمام)، والوزير السابق فرنسوا بايرو (الحركة الديمقراطية، وسطي).
كما أكد غيرييني أن حزب النهضة يهدف في الأساس إلى "البقاء وفياً لإرادة الرئيس" القائمة على "اختيار النور على الظلمة دائماً"، و"وفيّاً لما نقوم به على الساحة الأوروبية".
وخلال المؤتمر، أعلن هؤلاء اتحاداً يحمل اسم "معاً"، يضم هذه الأحزاب التي تشكل الغالبية الرئاسية، استعداداً للانتخابات التشريعية المقررة يوم 12 يونيو/حزيران وفي الـ19 من الشهر ذاته.
إذ حصل حزب آفاق على 58 مترشحاً للانتخابات التشريعية المقبلة، في حين ستحصل الحركة الديمقراطية على 101 إلى 110 مترشحين، وفق ما أفادت به مصادر في الحركتين.
ويتوقع أن يقدم "الجمهورية إلى الأمام" 400 مترشح من مجموع مقاعد الجمعية الوطنية الـ577.
وفي 24 أبريل/نيسان الماضي، أعيد انتخاب ماكرون رئيساً لفرنسا بحصوله على 58.55% من الأصوات، في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي حققت 41.45%؛ ما أظهر بداية انقسام كبير في البلاد.