الصين تتأهب لمواجهة “عقوبات كاسحة”! أمرت بإجراء “اختبار تحمُّل” خوفاً من مصير مشابه لروسيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/05 الساعة 14:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/05 الساعة 14:57 بتوقيت غرينتش
الرئيس الصيني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في بكين، أرشيفية/ Getty

أمرت السلطات في الصين بإجراء "اختبار تحمُّل" شامل لفحص التداعيات التي قد تلحق بالبلاد إذا فُرضت "عقوبات كاسحة" على اقتصاد بكين، مثل تلك التي فرضها الغرب على روسيا، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.

الصحيفة البريطانية نقلت في تقريرها، الأربعاء 4 مايو/أيار 2022، عن مصدر مطلع على الأمر قوله إن الصين بدأت تدريباً مكثفاً في أواخر فبراير/شباط وأوائل مارس/آذار، عندما فرض الغرب عقوباته غير المسبوقة على موسكو. 

حيث طُلب وقتها من مجموعة من أبرز الوكالات الحكومية الصينية -تشمل وكالات التنظيم المصرفي ومؤسسات التجارة الدولية- التدرب على سبل التعامل إذا فرض الغرب حظراً مماثلاً على الصين.

التدريب على مواجهة العقوبات الغربية

حسب مصدر صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن "المشاركين في هذا التدريب يضعون الطريقة التي عوملت بها روسيا نموذجاً للقياس عليه، وأساساً لتدرب بكين على كيفية الاستجابة إذا عاملها الغرب بالطريقة ذاتها".

أشار المصدر إلى أن بكين لم تُفصح لمؤسساتها البيروقراطية عن سبب واضح للقيام بهذا التدريب، واكتفى المسؤولون بالقول إنه "رد فعل طبيعي" في ظل علاقة بكين الوثيقة مع موسكو.

كما قال مصدر آخر، طلب عدم ذكر اسمه، إن دبلوماسيين صينيين أخذوا يجتمعون خلال الأسابيع القليلة الماضية بخبراء مختلفين لفهم مسار هذا الصراع.

بينما كشف تقرير صدر مؤخراً عن صحيفة The Financial Times البريطانية، أن مسؤولين من وزارة المالية الصينية والبنك المركزي عقدوا في 22 أبريل/نيسان الماضي، اجتماعاً مع مسؤولي بنوك محلية وأجنبية، منها بنك HSBC.

الصحيفة أوضحت أن الاجتماع خُصص لمناقشة السبل اللازمة لحماية أصول بكين في الخارج، في حال فُرضت على الصين عقوبات مماثلة لتلك التي فرضها الغرب على موسكو.

كما قال تونغ تشاو، الزميل الأقدم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن "وجهة النظر الصينية تستند إلى أنه ما دام الغرب بقيادة الولايات المتحدة تمكَّن من اتخاذ إجراءات كهذه ضد موسكو، فإنهم قادرون على فعل الشيء نفسه مع الصين. ومن ثم يتعين على البلاد التحقق من مدى قدرتها على التحمل".

هل تنجح الصين في تحصين اقتصادها؟

رغم ذلك يرى إدوارد فيشمان، المستشار السابق لشؤون العقوبات الاقتصادية في وزارة الخارجية الأمريكية، أنه لا يوجد اقتصاد -ولا حتى الاقتصاد الصيني- قادر على التحصن من عقوبات مالية مثيلة لتلك التي فرضها الغرب على روسيا.

المستشار السابق لشؤون العقوبات الاقتصادية أوضح قائلاً: "لا يوجد بديل يضاهي النظام المالي الغربي، وغالب الأمر أن تظل الحال هكذا زمناً طويلاً".

تابع فيشمان: "ومن ثم فإن الأقرب أن يكون الصراع الاقتصادي بين الغرب وبكين في المستقبل أضيق نطاقاً مما رأيناه من الغرب في الأشهر الأخيرة ضد روسيا".

كما قال إنه على الأغلب سيتركز هذا الصراع على النفوذ في المجالات الاستراتيجية -مثل التكنولوجيا الرائدة وإمكانات البنية التحتية المتقدمة- وليس على محاولة إحداث اضطراب اقتصادي واسع النطاق، كما هو الحال في العقوبات على موسكو.

أما تشاو، من مؤسسة كارنيغي، فيقول إن التدريب الذي تجريه بكين حالياً قد يكون محاولة لاستيعاب التكلفة قصيرة المدى على الصين إذا قدمت دعماً مادياً لروسيا خلال الصراع الجاري.

يأتي ذلك رغم تأكيد مسؤولين أمريكيين هذا الأسبوع على أنهم لم يروا بعد شواهد على دعم عسكري واقتصادي لروسيا من بكين، على خلاف التحذيرات السابقة من هذا الاحتمال.

تحميل المزيد