قالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، الإثنين، 2 مايو/أيار 2022، إن المسؤولين الغربيين فقدوا الأمل إلى حد كبير في إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، ما أجبرهم على التفكير في كيفية الحد من برنامج إيران النووي، في الوقت الذي يشهد فيه العالم انقساماً بين القوى العظمى على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
حيث أضاف مصدر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية: "إنهم لا يسحبون الأنبوب الوريدي من ذراع المريض.. لكنني أشعر بتوقع ضئيل بوجود طريق إيجابي للمضيّ قدماً".
أزمة تواجه الاتفاق النووي الإيراني
في حين أكد 4 دبلوماسيين غربيين أن الأمل في إنقاذ الاتفاق، الذي أبرمته إيران مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة في عام 2015 وانسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018، يتلاشى.
كما اقتربت الأطراف من التوصل لاتفاق في أوائل مارس/آذار 2022، عندما دعا الاتحاد الأوروبي، الذي ينسق المحادثات، الوزراء إلى فيينا لإبرام الاتفاق. لكن المحادثات دخلت في حالة من الفوضى بسبب المطالب الروسية في اللحظة الأخيرة، ورفض واشنطن رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
فيما يقابل طلب طهران برفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب معارضة العديد من المشرعين الأمريكيين، الذين يرون أنه كيان إرهابي على الرغم من النفي الإيراني.
خطط أمريكية لإسقاط رئيس التحرير
من ناحية أخرى أكد مساعدو الرئيس جو بايدن أنهم ليس لديهم خطط لإسقاط الحرس الثوري الإيراني من القائمة لكنهم لم يستبعدوه، قائلين إن كانت طهران تريد من واشنطن أن تتخذ هذه الخطوة فإن عليها معالجة مخاوف الولايات المتحدة خارج الاتفاق.
قال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز: "إذا لم يكونوا مستعدين للتخلي عن المطالب الخارجية خارج الاتفاق، واستمروا في الإصرار على مطلب رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، ورفضوا معالجة مخاوفنا التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة، إذن، نعم، سنصل إلى طريق مسدود".
المسؤول الأمريكي أضاف: "هل ماتت (الصفقة)؟ لا نعرف حتى الآن وبصراحة لا نعتقد أن إيران تعرف أيضاً"، وحتى الآن يبدو أن إيران غير راغبة في التزحزح عن هذا المطلب، بحسب رويترز. وقال مسؤول أمني إيراني: "هذا هو خطنا الأحمر ولن نستسلم لذلك".
فيما ذكرت عدة مصادر أن أياً من الجانبين لا يريد الاعتراف بفشل ما يقرب من عام من المحادثات غير المباشرة، حيث تأمل واشنطن بأن تتخلى إيران عن مطلب الحرس الثوري الإيراني، واقتناعها بأنها تستطيع إحياء الاتفاق متى شاءت.
ارتفاع أسعار النفط
نتيجة لذلك، قد تنحرف الأحداث، حيث يركز العالم على الغزو الروسي لأوكرانيا وما نتج عنه من ارتفاع أسعار النفط، ما يسمح لإيران بجني المزيد من صادراتها النفطية غير المشروعة التي تتجنب العقوبات الأمريكية.
كما قال دبلوماسي غربي: "لا أعتقد أن أحداً يريد أن يقول كفى. هل يستمر هذا إلى أجل غير مسمى دون أن يقر أي من الجانبين بأن الأمر انتهى؟.. على الأرجح".
من جهة أخرى أشارت الوكالة إلى أن هذا الوضع يسمح لإيران بمواصلة توسيع برنامجها النووي، وهو الأمر الذي سارعت فيه بعد أن تخلى ترامب عن الصفقة. وقالت إن واشنطن تعتقد أن إيران "على بُعد أسابيع من الحصول على المواد الانشطارية اللازمة لصنع قنبلة نووية، إذا اختارت ذلك".
وعلى الرغم من الحديث عن "الخطة ب" الأمريكية لمعالجة برنامج إيران النووي، إذا لم يتم إحياء الصفقة، إلا أن هناك القليل من الخيارات الجيدة، بحسب رويترز، ولفتت الوكالة إلى أنه باستثناء عمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي لتدمير المواقع النووية الإيرانية، فإن للقوى الكبرى ستسعى لحظر صادرات النفط الإيرانية.
وبينما فازت واشنطن بالدعم الضمني من موسكو وبكين لكبح الصادرات الإيرانية عبر العقوبات الأمريكية في السنوات التي سبقت اتفاق 2015، لا يوجد إجماع بين القوى الكبرى على هذا الأمر، خاصة بعد الغزو الروسي أوكرانيا.
ارتفاع صادرات النفط الإيرانية
في إطار موازٍ، ارتفعت صادرات النفط الإيرانية في الربع الأول من العام الجاري إلى 870 ألف برميل يومياً ارتفاعاً من 668 ألف برميل يومياً في الربع الرابع العام الماضي، وفقاً لبيانات شركة كبلر، التي يقيس التدفقات النفطية.
لكن في الواقع سيتعين على الولايات المتحدة التعامل مع خفض صادرات النفط الروسية من جهة وخفض صادرات النفط الإيرانية من جهة أخرى.
كما قال مصدر آخر: "هل يمكن تنفيذ حزمتين من العقوبات في وقت واحد؟ هذا أمر صعب"، مشيراً إلى أن إيران تبيع الآن حوالي نصف كمية النفط التي يمكن أن تبيعها إذا تم رفع العقوبات الأمريكية، ولكن بسبب ارتفاع الأسعار تحصل على نفس الإيرادات.