تسعى روسيا جاهدة لإنقاذ معدات عسكرية من حطام الطراد الصاروخي "موسكفا" الذي غرق على الأرجح بضربة أوكرانية. وللقيام بذلك، ستشارك سفينة إنقاذ تابعة للبحرية الروسية عمرها 110 أعوام تدعى "كومونا" في جهود انتشال الحطام من البحر الأسود.
"كومونا" Kommuna هو اسم سفينة إمداد وإنقاذ تابعة للأسطول البحري العسكري الروسي، دخلت الخدمة في عام 1913 باسم "فولكوف" وعملت في البحرية الإمبراطورية الروسية ثم السوفييتية خلال الحربين العالميتين، وتعتبر أقدم سفينة حربية نشطة في العالم.
سفينة روسية تاريخية لإنقاذ موسكفا
كانت "كومونا" في الأصل مخصصة لرفع الغواصات وأجرت أول اختباراتها العملية في عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى. في عام 1928، انتشلت "كومونا" الغواصة البريطانية HMS L55 التي غرقت عام 1919 في خليج فنلندا، وذلك حسبما قال تقرير نشرته إذاعة مونت كارلو يوم الثلاثاء 3 مايو/أيار 2022.
كذلك بعد عقدين من الزمان، وأثناء حصار الجيش الألماني للينينغراد، قامت السفينة بانتشال العديد من المركبات والسفن الغارقة. لتسليط الضوء على شجاعة طاقمها، منح الكرملين كل فرد فيها ميدالية الدفاع عن لينينغراد. تم تحديثها في أعوام 1954 و1967 و1984 ويقدر عدد السفن التي انتشلتها طوال فترة خدمتها بأكثر من 150 سفينة.
لكن رفع "موسكفا" يبدو رغم ذلك غير واقعي بالنظر إلى حجم الطراد وطوله البالغ 610 أقدام. يمكن بالمقابل انتشال قاذفات الصواريخ إلى السطح واسترجاع بعض الأجزاء المهمة من قاع البحر.
من ناحية أخرى، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إن "هذه ستكون مهمة هندسية هائلة لمحاولة رفع تلك السفينة إلى السطح. لم نرَ أي مؤشر على أنهم أبدوا أي اهتمام بفعل ذلك".
غرق موسكفا
كانت وزارة الدفاع الروسية قد سبق أن أعلنت أنّ عسكرياً واحداً قُتل ولا يزال 27 آخرون في عداد المفقودين إثر غرق الطراد موسكفا، وذلك في أول إقرار من جانب موسكو بتكبّدها خسائر بشرية في غرق هذه السفينة الحربية، حسبما نشر تقرير لوكالة فرانس برس 22 أبريل/نيسان 2022.
حيث قالت الوزارة بحسب ما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية إنّ "عسكرياً قُتل وهناك 27 شخصاً آخر من أفراد الطاقم مفقودون"، مؤكّدة أنّ 396 شخصاً آخرين كانوا على متن المدمّرة تم إجلاؤهم منها قبل غرقها. وأضاف البيان أنّ "وزارة الدفاع تقدّم كلّ الدعم والمساعدة اللازمين لعائلات الراحلين والمفقودين وأصدقائهم".
يذكر أن موسكفا، سفينة القيادة في أسطول البحر الأسود الروسي والتي يمكن رسمياً لعدد أفراد طاقمها أن يصل إلى 680 شخصاً، غرقت في 14 أبريل/نيسان 2022 واعتُبرت خسارة هذه السفينة الحربية بمثابة إذلال لروسيا ولأسطولها البحري، حتّى إنّ معلّقين موالين للكرملين طالبوا السلطات بتفسير أسباب هذه الخسارة.
حريق تسبب في انفجار موسكفا
من جانبها، تؤكّد روسيا أنّ حريقاً اندلع على متن الطرّاد أدّى لانفجار ذخائر؛ مما ألحق به أضراراً جسيمة، و"خلال قطره فقد توازنه بسبب الأضرار اللاحقة بهيكله جرّاء الحريق الناجم عن انفجار ذخائر. وقد غرقت السفينة بسبب البحر الهائج".
لكنّ أوكرانيا تؤكّد من جهتها أنّ الطرّاد غرق بعدما قصفته قواتها بصاروخين من طراز نبتون.
هذه أول مرة تقرّ فيها روسيا بتكبّدها خسائر بشرية في غرق موسكفا، بل إنّها أكّدت في بادئ الأمر أنّ كلّ أفراد طاقم الطراد تم إجلاؤهم منه بسلام قبل غرقه.