في تحدٍّ لهيمنة أمريكا.. الصين تشتري الفحم الروسي بعملتها وتفاوض السعودية على تسعير النفط باليوان

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/02 الساعة 10:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/02 الساعة 10:50 بتوقيت غرينتش
الرئييس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمتهما التي عقدت على هامش دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين/رويترز

كشفت بيانات أن بكين دفعت لموسكو، بالعملة الصينية، ثمن شحنات من الفحم الروسي اشترتها لأول مرة منذ بدء العقوبات الغربية على الكرملين، فيما تفاوض السعودية لتسعير النفط باليوان، وذلك وسط تذمر كبير من هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية. 

بيانات نشرتها شركة .Fenwei Energy Information Service Co، أبرز مزوِّد للبيانات في الصين، كشفت أن شركات صينية عديدة اشترت الفحم الروسي بالعملة الصينية في مارس/آذار 2022، بحسب ما نقل موقع Oilprice البريطاني الأحد 1 مايو/أيار 2022. 

تصل الشحنات الأولى من الفحم والنفط الخام الروسي المدفوعة باليوان إلى الصين في أبريل/نيسان، وفي مايو/أيار. 

فيما أشارت بيانات صادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية، في منتصف أبريل/نيسان 2022، إلى انخفاض كمية الفحم إلى الصين بنسبة 39.9% على أساس سنوي في مارس/آذار، وبنسبة 24.2% على أساس سنوي في الربع المالي الأول. ومع ذلك، فإن الصادرات الروسية احتفظت بالمركز الأول في واردات الصين من فحم الكوك في مارس/آذار، وهو ما يعني تضاعف الكمية على أساس سنوي.

وقد نما إجمالي واردات الصين من روسيا نمواً ملحوظاً؛ فقد أشار تقرير حديث صدر في منتصف أبريل/نيسان 2022، من الإدارة العامة الصينية للجمارك، إلى ارتفاع إجمالي واردات البلاد من روسيا في الربع الأول من عام 2020 إلى 21.73 مليار دولار، بزيادة قدرها 31% على أساس سنوي، لتحتل روسيا المرتبة الثانية بعد إندونيسيا بنسبة 31.4%.

الدولار في خطر 

انتهزت وسائل الإعلام الحكومية الصينية هذه الفرصة لتشويه سمعة الدولار الأمريكي، والزعم بأنه "في خطر".

من جانبه، قال الخبير المالي ألبرت سونغ، لصحيفة The Epoch Times الأمريكية في 23 أبريل/نيسان: إن الاعتماد على اليوان في التبادل الروسي الصيني، لن ينال من مكانة الدولار الأمريكي أو ينتقص من كونه العملة الاحتياطية العالمية الأبرز؛ "لأن هذه مشتريات ثنائية تقتصر على التبادل التجاري بين الصين وروسيا، وليست ممتدة إلى التجارة متعددة الأطراف التي تشمل دولاً أخرى".

ونشر موقع Cngold.org، وهو وسيلة إعلامية صينية معنية بشؤون الاستثمار، في أوائل أبريل/نيسان 2022، مقالاً زعم كاتبه أن الاعتماد على الدولار الأمريكي يتناقص شيوعه؛ فقد "أعلنت روسيا أنها لن تقبل سوى الروبل في مدفوعات النفط والغاز الروسي، ومن ثم فقد تبدَّل الحال بالولايات المتحدة والدول الأوروبية التي فرضت عقوبات على روسيا، وأصبحت هي المعاقَبة".

أضاف المقال الصيني: "انتهز اليوان الصيني الفرصةَ وبدأ في الكشف عن قدراته في التحول إلى عملة لمدفوعات التجارة العالمية، وبعد أن وصل إلى الصين الآن الفحم والنفط الروسي الذي دُفع ثمنه باليوان، [سوف] يحسدنا المجتمع الدولي على نجاحنا".

وفي معرض الترويج للنفوذ المتزايد للعملة الصينية، كشف المقال الذي نشره موقع Cngold.org الصيني، أن الصين تتفاوض حالياً مع السعودية، للنظر في استخدام الرنمينبي الصيني للمشاركة في تسعير صادرات النفط الخام السعودي إلى الصين.

يخالف الخبير المالي سونغ الآراء القائلة بأن اليوان الصيني في طريقه إلى التحول إلى العملة الرائدة في السوق الدولية، مستدلاً بأن "أهم شيء هو إقرار العديد من الدول لهذه العملة [في التبادل التجاري]، مع ذلك فإن الحزب الشيوعي الصيني، وإن كان يزعم أن الرنمينبي في طريقه ليصبح العملة الدولية الأبرز، فإن حصة الرنمينبي من المدفوعات الدولية لم تتجاوز على مر السنين نسبة 3.2%؛ وذلك لأنها عملة تتحكم فيها الحكومة الصينية، ولا يمكن تبادلها بحرية. وقبل كل شيء، فهي عملة ذات ائتمان ضعيف".

تحميل المزيد