غيرت موسكو صيغة حديثها عن معركتها مع أوكرانيا؛ لتعدها حرباً أشمل بين روسيا والغرب، بعد أن نبّه قادة الكرملين ووسائل الإعلام الحكومية الروس إلى أن الحرب مع جارتها الصغيرة قد تتحول إلى صدام عالمي، حسب ما نشرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
إذ حذر الكرملين ووسائل الإعلام التابعة للحكومة في الأيام الأخيرة، من أن هدف الغرب الأكبر هو احتواء، أو حتى تدمير، روسيا، وهددا بالانتقام بأية وسيلة حتى لو وصلت لضربة نووية.
وزادت الولايات المتحدة وبعض حلفائها من حجم المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا؛ حيث تعدان هذه الحرب فرصة لتقييد قدرة روسيا على المضي في طموحاتها الاستعمارية.
في المقابل، بدأ الكرملين في تهيئة مواطنيه لاحتمال نشوب حرب أكبر وأشرس، واستغل احتفالات 9 مايو/أيار بذكرى الانتصار السوفيتي على ألمانيا النازية، الذي كان مرحلة فارقة في حياة ملايين الروس، لتشبيه الحرب العالمية الثانية بالحرب في أوكرانيا.
واكتسب الخطاب الروسي، الذي يصور روسيا ضحية للغرب، ويؤكد على ضرورة الدفاع عنها، زخماً جديداً مؤخراً؛ إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي: "القوى التي لم تتوقف عن اتباع سياسة احتواء روسيا… لا تريد دولة ضخمة ومستقلة كدولتنا، دولة أكبر بكثير من تصوراتها، وهي تظن أن مجرد وجودها يهددها، رغم أن هذا بعيد كل البعد عن الواقع، فهي من تهدد العالم".
فيما قال مكرراً تحذيراً سابقاً: "إذا تدخلت أي دولة أخرى في الأحداث، وسببت تهديدات استراتيجية لروسيا لا نقبل بها؛ فعليها أن تعلم أن ضرباتنا الانتقامية ستأتي بسرعة البرق". وقال: إن روسيا لديها "كل الأدوات اللازمة التي لا تمتلكها أية جهة أخرى، وسوف نستخدمها إذا لزم الأمر".
ولم تنفك وسائل الإعلام الحكومية، من مذيعين ومفكرين ومقدمي برامج حوارية، من التحذير من العواقب الوخيمة للخسارة في أوكرانيا.
إذ قالت مارغريتا سيمونيان، رئيسة شبكة RT الدولية التي تسيطر عليها الدولة، خلال ظهورها يوم الثلاثاء في برنامج حديث مؤيد للكرملين مع مقدمه فلاديمير سولوفيف: "أعتقد أن نشوب حرب عالمية ثالثة أكثر واقعية؛ فالعالم يعرف من نحن ومن هو زعيمنا فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين".
وأضافت: "لا فرصة للخسارة بأي حال؛ فقد ينتهي كل هذا بضربة نووية".
وقبل الحرب، كان بوتين يصور الدعم العسكري والاقتصادي الغربي لأوكرانيا على أنه تهديد مباشر لروسيا. وقال بعض المحللين الروس: إن تحركات المسؤولين الغربيين بعد ذلك عززت وجهة نظر الكرملين بأنهم يستخدمون أوكرانيا لإضعاف روسيا.