روت اللاجئة الأوكرانية "ناتاليا أوسمانوفا" تفاصيل ما حدث لها خلال الوقت الذي أمضته في المخابئ تحت الأرض بمصنع آزوف ستال، في مدينة ماريوبول، ووصفت لحظات رعب كادت أن توقف قلبها، وذلك خلال حديثها لوكالة رويترز، اليوم الأحد 1 مايو/أيار 2022، بعد إجلائها من المصنع.
إذ شعرت أوسمانوفا بأن قلبها سيتوقف وهي تسير منحنية في متاهة المخابئ المقامة على مسافة بعيدة تحت أرض مصنع آزوف ستال للصلب الذي أقيم في العهد السوفييتي بعد أن أصابها الرعب من سقوط القنابل الروسية كالمطر على ماريوبول.
والمصنع هو مجمع ضخم أقيم في عهد جوزيف ستالين، وتضمن تصميمه شبكة تحت الأرض من المخابئ والأنفاق ليصمد أمام أي هجوم، وهو محاصر منذ أيام من قبل القوات الروسية بعد السيطرة على مدينة ماريوبول.
المواطنة الأوكرانية البالغة من العمر 37 عاماً، قالت: "خفت ألا يتحمل المخبأ القصف الروسي، كان خوفي مريعاً".
وأضافت: "عندما بدأ المخبأ يهتز أصابتني الهستيريا، ويستطيع زوجي أن يشهد على ذلك، كنت خائفة من أن ينهار المخبأ، لم نرَ الشمس وقتاً طويلاً".
كانت ناتاليا تتحدث في قرية بيزيمين في منطقة بإقليم دونيتسك تخضع لسيطرة الانفصاليين الأوكرانيين المدعومين من روسيا على مسافة 30 كيلومتراً شرقي ماريوبول.
وتحدثت ناتاليا عن نقص الأوكسجين في المخابئ، والخوف الذي جثم على أنفاس المتجمعين هناك من أن يفقدوا حياتهم.
وتعد ناتاليا من بين عشرات المدنيين الذين تم إجلاؤهم من المصنع في ماريوبول، وهي مدينة ساحلية حاصرتها القوات الروسية لأسابيع وحولتها إلى أنقاض وخراب.
ومازحت ناتاليا زوجها خلال رحلة الحافلة، التي كانت ضمن قافلة توصلت إلى الاتفاق الخاص بها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، قائلة له إنهما لم يعودا في احتياج إلى الذهاب إلى الحمام على ضوء الكشاف الكهربائي.
اللاجئة الأوكرانية أضافت: "لا يمكنك تصور ما مررنا به، إنه رعب يوقف القلب"، قائلة: "عشت هناك (في ماريوبول) وعملت طول حياتي، لكن ما رأيناه هناك (في المصنع) كان مروعاً".
وأُخرجت مجموعة أولى من المدنيين ليل السبت- الأحد 1 مايو/أيار 2022 من مصنع آزوف ستال للصلب، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول شرق أوكرانيا، وهي المنطقة التي يركز فيها الجيش الروسي معظم قواته.
يمثل خروج 20 مدنياً من تحت الأرض من هذا المجمع الصناعي الضخم خطوة أولى من نوعها، إذ فشلت كل محاولات الإجلاء السابقة في هذه المدينة الساحلية الواقعة جنوب شرق البلاد، والتي دمرت بشكل شبه كامل بعد أسابيع من الحصار، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.