أعلن النائب البريطاني نيل باريش، الأحد 1 مايو/أيار 2022، استقالته من منصبه بعد اعترافه بمشاهدة مقاطع إباحية مرتين داخل مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، ما أثار جدلاً في المملكة المتحدة وانتقادات لتصرف النائب أفضت إلى فصله عن العمل.
باريش في لقاء مع "بي بي سي" أشار إلى أن المرة الأولى لمشاهدته مقاطع إباحية داخل المجلس كانت "عرضية"، حيث صادف ذلك بينما كان يفتح موقعاً للجرارات على شبكة الإنترنت.
وأضاف: "بينما كنت أتصفح موقعاً للجرارات فتح لي موقع آخر له اسم مشابه، وشاهدت جزءاً من المحتوى وهو ما كان يجب ألا أفعله".
وتابع: "لكن في المرة الثانية كان الأمر متعمداً. جريمة، أكبر جريمة هي أنني كررت ذلك في مناسبة أخرى للمرة الثانية".
وأكد النائب المستقيل أن المرة الثانية كانت متعمدة داخل مجلس العموم، بينما كان جالساً في انتظار التصويت.
يُذكر أن زميلتين للنائب باريش أبلغتا أنه كان يشاهد محتوى للبالغين على هاتفه، بينما كان جالساً بالقرب منهما.
بدوره أوقف حزب المحافظين النائبَ عن العمل، الجمعة 29 أبريل/نيسان المنصرم، على خلفية هذه المزاعم.
لحظة جنون
في اللقاء ذاته مع "بي بي سي" يعاتب النائب المستقبل نفسه، ويعتبر أن ما فعله "كان خاطئاً تماماً"، مضيفاً: "سأعيش مع هذا لبقية حياتي، لقد ارتكبت خطأً فادحاً، وأنا هنا لأخبر العالم بذلك".
ووصف باريش ما فعله بأنه كان "لحظة جنون"، ومع ذلك فقد نفى مشاهدة تلك المقاطع بطريقة يمكن أن يراها الآخرون، وأكد أنه كان يحاول إخفاء ما يشاهده عن الآخرين.
ودافع باريش عن ذلك بالقول: "كنت مخطئاً فيما كنت أفعله، لكن فكرة أنني كنت هناك أشاهدها لأثير الرعب لدى النساء غير حقيقية، أعني أنني أمضيت 12 عاماً في البرلمان وكنت أحظى بسمعة جيدة".
وحين سُئل عن الدافع وراء مشاهدته مواد إباحية داخل مجلس العموم، أجاب باريش: "لا أعرف السبب (…) لا بد أنني أخذت إجازة تامة من حواسي ومن حس اللياقة".
فضية في مجلس العموم
يُشار إلى النائب البريطاني المستقيل تعرض في اجتماع الثلاثاء 26 أبريل/نيسان الماضي، لاتهامات بمشاهدة مواد إباحية على هاتفه داخل مجلس العموم.
وشاركت في الاجتماع نائبات محافظات، وقد ذكرن روايات مزعومة عن التحرش من النائب، كما قالت وزيرة إنها رأته وهو يشاهد المواد الإباحية عندما كان يجلس بجانبها في مجلس العموم، بحسب ما نقلته شبكة euronews الأوروبية.
فيما قالت نائبة ثانية في البرلمان من حزب المحافظين، إنها شاهدت النائب نفسه يشاهد "مواد إباحية" داخل مجلس العموم، وإنها حاولت التقاط صورة كدليل لكنها لم تتمكن من ذلك.
بدوره علق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على الحادثة، التي وُصفت بالفضيحة، بأن "مشاهدة مواد إباحية أمر غير مقبول في أي مكان للعمل".
وقال جونسون للصحفيين في إجابته عن سؤال عن المزاعم، في أثناء زيارة في إطار حملة انتخابية: "من الواضح أنه غير مقبول لأي شخص أن يفعل مثل هذا الشيء في مكان العمل. هذا يسري على أي نوع من العمل بطول البلاد وعرضها".
كما قال إن القضية المحددة التي تم الإبلاغ عنها الأربعاء والمتعلقة بعضو لم يُكشف عن اسمه من حزب المحافظين المنتمي له جونسون، يجب أن تخضع للإجراءات الملائمة.
وكان تقرير في عام 2018، أُجري بعد سلسلة من الفضائح الجنسية في وستمنستر، خلص إلى أن واحداً تقريباً من بين كل خمسة أشخاص يعملون في البرلمان، تعرض للتحرش الجنسي أو شهد سلوكاً غير لائق في العام السابق.