روسيا تكثف ضغطها على شرق وجنوب أوكرانيا لبسط سيطرتها بـ”أي ثمن”.. كييف تحذر من انهيار المحادثات

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/30 الساعة 08:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/30 الساعة 08:15 بتوقيت غرينتش
أسلحة روسية في أوكرانيا - رويترز

تُواصل القوات الروسية، السبت 30 أبريل/نيسان 2022، ضغوطها على المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا، خصوصاً حول خاركيف (شمال شرق البلاد)، حيث تحاول تعزيز سيطرتها بأي ثمن، رغم انتكاسات ميدانية تحدثت عنها كييف.

كان قد سُمع في خاركيف دويّ انفجارات عنيفة، ليل الجمعة السبت، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد تقصفها المدفعية الروسية منذ أسابيع، وأدت عمليات القصف هذه، يوم الجمعة 29 أبريل/نيسان 2022، إلى مقتل شخص واحد على الأقل وجرح آخرين، بحسب الإدارة العسكرية لمنطقة خاركيف.

بدوره، اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع في هذه المنطقة الشمالية الشرقية "صعب"، وذلك بعدما أعادت القوات الروسية تركيز هجومها، لكنه أضاف أن "جيشنا يحقق نجاحات تكتيكية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

في الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة، نُشرت السبت 30 أبريل/نيسان، أن "العملية العسكرية الخاصة التي بدأت في 24 فبراير/شباط، تسير وفق الخطة بدقة".

أضاف الوزير الروسي: "ستتحقق كل أهداف العملية العسكرية الخاصة رغم العرقلة من جانب خصومنا"، داعياً حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة إلى الكفّ عن مد كييف بالأسلحة إذا كانا "مهتمين فعلاً بحل الأزمة الأوكرانية".

كانت المساعدات العسكرية قد تدفقت على الحكومة الأوكرانية بشكل واضح منذ بداية النزاع، وطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونغرس هذا الأسبوع زيادة الميزانية 33 مليار دولار لزيادة شحنات هذه الأسلحة.

بدأت آثار ذلك تظهر على الأرض، حيث تواجه القوات الروسية صعوبات في بعض الأحيان، وهذا ما ينطبق على روسكا لوزوفا، وهي قرية تقع شمال خاركيف، سيطر عليها الأوكرانيون بعدما كان الروس يقصفون المدينة انطلاقاً منها.

في الموازاة مع ذلك يشهد الجنوب والشرق في منطقة دونباس، التي يريد الكرملين السيطرة عليها بالكامل، تصعيداً أيضاً، إذ أكد زيلينسكي أن "القصف المستمر على البنية التحتية والمناطق المأهولة يُظهر أن روسيا تريد جعل هذه المنطقة غير مأهولة بالسكان".

هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية، قالت السبت 30 أبريل/نيسان 2022، إنه تم صد 14 هجوماً شنتها القوات الروسية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، خلال الساعات الـ24 الماضية.

لكن واشنطن ترى أن الهجوم الروسي متأخر، وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن القوات الروسية "بعيدة كل البعد عن تحقيق الارتباط" بين القوات التي تدخل منطقة خاركيف في شمال دونباس بتلك القادمة من جنوب البلاد.

في ماريوبول، المدينة الساحلية الواقعة في جنوب أوكرانيا، كان من المقرر إجراء عملية إجلاء للسكان، يوم الجمعة 29 أبريل/نيسان 2022، ويتحصن مئات من الجنود والمدنيين الأوكرانيين في أنفاق تحت الأرض، تعود إلى الحقبة السوفييتية في مجمع آزوفستال الهائل للصناعات المعدنية.

مفاوضات روسيا وأوكرانيا

في الموازاة مع ذلك، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، صباح السبت 30 أبريل/نيسان 2022، إن رفع العقوبات المفروضة على روسيا جزء من مفاوضات السلام بين موسكو وأوكرانيا، التي قال إنها "صعبة"، لكنها مستمرة يومياً.

جاءت تصريحات لافروف بعد يوم من تحذير كييف من أن المحادثات بشأن إنهاء الغزو الروسي، الذي دخل شهره الثالث الآن، معرضة لخطر الانهيار.

لافروف قال في تصريحات لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، نُشرت على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، إن "الوفدين الروسي والأوكراني يناقشان بالفعل حالياً مسودة معاهدة محتملة، على أساس يومي، عبر مؤتمرات الفيديو".

أضاف لافروف دون الإدلاء بتفاصيل، أن "أجندة المحادثات تشمل من بين أمور أخرى قضايا التخلص من النازيين، والاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة، ورفع العقوبات، ووضع اللغة الروسية، نؤيد استمرار المفاوضات رغم أنها صعبة".

كان الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد أصر منذ بدء الغزو، في 24 فبراير/شباط 2022، على ضرورة تشديد العقوبات الغربية على روسيا، وعلى أنها لا يمكن أن تكون جزءاً من المفاوضات، بحسب وكالة رويترز.

يأتي هذا بينما لم تعقد أوكرانيا وروسيا محادثات سلام وجهاً لوجه، منذ 29 مارس/آذار 2022، وتوترت الأجواء بسبب مزاعم أوكرانية بأن القوات الروسية ارتكبت فظائع أثناء انسحابها من المناطق القريبة من كييف، ونفت موسكو هذه المزاعم.

تحميل المزيد