أُسكِتَت عشرات الآلاف من مكبرات الصوت تماماً، أو خُفِض صوتها، في المساجد والمعابد في أكثر ولايات الهند اكتظاظاً بالسكان، بعدما أصدر سياسيون أمراً بأنَّ الأصوات التقليدية للعبادة صارت "تصم الآذان".
وكانت أوامر قضائية قد رفضت سابقاً استخدام مكبرات الصوت لإذاعة الأذان، والأجراس والموسيقى التي تصاحب الطقوس الدينية الأخرى، ومع ذلك، لم تفرض أية ولاية حداً أقصى لمستوى الصوت أو حاولت حظرها تماماً قبل ذلك، وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
لكن على خلفية التوترات الدينية المتزايدة في الهند، أمر يوغي أديتياناث، كبير وزراء أوتار براديش، المسلمين والهندوس بخفض أصوات الدعوة للصلاة وأثناء مراجعة القانون والنظام، أخبر أديتياناث المسؤولين أنَّ لكل شخص الحرية في اتباع شكل العبادة الخاص به، كما يجب احترام الحق في السلام والهدوء النسبي في الولاية التي يقارب عدد سكانها 240 مليون شخص.
إذ قال كبير الوزراء: "بالرغم من إمكانية استخدام مكبرات الصوت، تأكدوا من عدم خروج الصوت من مكان العبادة. يجب ألا يواجه الآخرون أية مشكلة [من الانزعاج]".
وتحركت الشرطة في الولاية بسرعة اعتباراً من يوم الإثنين، 25 أبريل/نيسان، بعد إمهالها حتى 30 أبريل/نيسان لتنفيذ الأمر. وبحلول اليوم الجمعة 29 أبريل/نيسان، أزالت ما يقرب من 21000 مكبر صوت من المساجد والمعابد وخفضت الصوت لأكثر من 40000 مكبر أخرى.
ونفى أفيناش كومار أواستي، السكرتير العام لولاية أوتار براديش، فرض هذه الخطوة قسرياً، وقال: "نحن نخبر [الناس] عن التأثير السلبي للضوضاء وأوامر المحكمة ورفاهية الأجيال القادمة. لا يحدث هذا في أي مكان قسرياً. الناس يفعلون ذلك طواعيةً".
وفاجأ القرار، الذي تراه الولاية مُنصِفاً، منتقدي حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، الذي اتهِم بإثارة القومية الهندوسية والتوترات مع الأقلية المسلمة في جميع أنحاء الهند واشتهر أديتياناث بالتحدث ضد المسلمين في الماضي، بينما وقف المتطرفون الهندوس في بعض المناطق خارج المساجد وهم يرددون ترانيم هندوسية لحجب صوت الأذان – أو طالبوا بحظره تماماً.
فيما قال المحلل السياسي بارسا فينكاتيشوار راو: "من المفاجئ أنَّ هذا القرار غير متحيز مقارنةً بقرارات أديتياناث. ربما يكون ذلك لأنَّ ولاية أوتار براديش تسعى إلى الاستثمار الأجنبي؛ لذلك صورتها مهمة. أو ربما يريد حزب بهاراتيا جاناتا إظهار عناصره الهامشية التي، على الرغم من أنها مفيدة، لكنهم لا يستطيعون السيطرة على كل شيء".
ومع ذلك، رحب بعض المسلمين بإزالة مكبرات الصوت من المساجد. وقال مولانا خالد رشيد فرنجي ماهالي، رجل دين مسلم في لكناو، إنَّ القرار سيفيد الأجيال القادمة.
وقال لصحيفة The Indian Express، إنَّ القرار "ليس ضد أي دين معين بل ضد الجميع. من المفيد لنا ولأطفالنا مراعاة التلوث الضوضائي. إنني أناشد الجميع اتباع هذه القاعدة".
يأتي هذا في وقت تشهد فيه مدن هندية توترات غير مسبوقة؛ حيث اندلعت أعمال عنف مميتة واسعة النطاق لمدة شهر تقريباً، وتقول جماعات معنية بالدفاع عن الحقوق إن نحو ألفي شخص أغلبهم مسلمون قُتلوا في تلك الأحداث وكان مودي رئيس وزراء الولاية في ذلك الوقت.
يأتي ذلك تزامناً مع مجموعة من القرارات التي استهدفت المسلمين في الهند، خاصة بعد حظر ارتداء الحجاب في مجموعة من الولايات الهندية بقرار من المحكمة، الأمر الذي تسبب في مواجهات واشتباكات.
كما أنه قبل أشهر لقي شاب مسلم، عمره 32 عاماً، مصرعه في الهند على أيدي مجموعة من المتطرفين الهندوس عذبوه ووضعوا الرمال في حلقه حتى مات خنقاً، بدعم من جندي هندي كان هناك وقت الحادث، حسبما نشر الصحفي الهندي شيخ عزيزور رحمن عبر حسابه في تويتر، مرفقاً صورة لجثة الشاب.
إذ قال الصحفي إن الضحية واسمه "سيخ بولتو" كان يعمل في البناء، وتعرض لتعذيب من قبل متطرفين هندوس في مدينة مدينابور بولاية غرب البنغال بالهند، قبل أن يقضي اختناقاً، إثر وضع الرمال في حلقه.