قالت صحيفة New York Times الأمريكية، الخميس 28 أبريل/نيسان 2022، إن الاقتصادي الليبرالي في مصر أيمن هدهود الذي توفِّي رهن الاحتجاز، كان يبحث في بعض الموضوعات الحسَّاسة سياسياً، مثل دور الجيش في الاقتصاد، قبل أن يختفي في حجزٍ تابع لقوات الأمن في البلاد في أوائل فبراير/شباط.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هدهود انتقد الحكومة وسياساتها الاقتصادية بانتظام على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وتوفي هدهود فجأة في ظروف غامضة أثناء احتجازه، بعد شهر من اختفائه، لكنَّ المسؤولين المصريين لم يخبروا عائلته بأنه توفي إلا بعد أكثر من شهر من تاريخ 5 مارس/آذار، المُدوَّن على شهادة وفاته، وادَّعوا أنه كان لأسبابٍ طبيعية، وسرعان ما تبرَّأوا من أيِّ انتهاك.
ونقلت الصحيفة عن عمر هدهود، الأخ الأكبر لأيمن، الذي تسلَّم جثته من المشرحة قوله: "هذه أكاذيب"، وقال إنه رأى آثار الإيذاء الجسدي، وأضاف: "من الواضح جداً أن رأسه مكسور، وإلا فلماذا يخفونه؟".
صور "هدهود" في المشرحة كارثية
وأظهرت صور جثة شقيقه، التي التُقِطَت صورٌ لها في مشرحة مستشفى الطب النفسي، حيث تُوفِّيَ، وحصلت عليها صحيفة New York Times الأمريكية، إصاباتٍ في الجزء العلوي من جسده، بما في ذلك ما قال خبراء الطب الشرعي إنه ربما كان بسبب ضربٍ شديد، بالإضافة إلى حروقٍ على الوجه والرأس. وقال عمر إن جمجمة شقيقه بدت مكسورةً.
فيما قال شخصٌ آخر رأى الجثة في المشرحة وشاهد الصور المُلتَقَطة إنه لاحظ أيضاً وجود إصابات ظاهرة وبقع من الجلد متغيِّرة اللون، وبقع صغيرة حمراء بنية اللون حول وجهه ورأسه، وطلب الشخص عدم ذكر اسمه خوفاً من تداعيات الحكومة.
أثارت الصور الشكوك بأن هدهود (48 عاماً) تعرَّضَ لإيذاءٍ جسدي قبل وفاته، وتطالب عائلته وجماعات حقوق الإنسان الآن بإجراء تحقيقٍ كامل ومستقل، حول وفاته.
رواية "الداخلية"
في المقابل، أصرَّ وزير الداخلية والمدعي العام في مصر، اللذان يكادان لا يعترفان بأي خطأ في مثل هذه الحالات، على أن تحقيقهما السريع وجد بشكل قاطع أن الوفاة نجمت عن "انخفاض حاد في الدورة الدموية وسكتة قلبية"، وربما الإصابة بفيروس كوفيد-19، مضيفين أن السلطات لا تتحمَّل أيَّ مسؤولية.
بينما رفض أنور السادات، النائب السابق في البرلمان الذي يقود حزب الإصلاح والتنمية، الذي ينتمي إليه أيمن هدهود وقدَّم المشورة بشأن السياسة الاقتصادية، وتفسيرات السلطة، ووصفها بأنها "إجاباتٌ معتادة لا تُرضي أحداً".
السادات دعا إلى إجراء تحقيق في مستشفيات الأمراض النفسية في مصر والفجوة التي تزيد عن شهر بين تاريخ شهادة وفاة هدهود والإقرار الرسمي بها، وقال: "هناك الكثير من علامات الاستفهام".
فيما أوضح عمر هدهود: "كان يعتقد أن على شخصٍ ما كسر حاجز الصمت"، مضيفاً أن الأصدقاء والعائلة حذروا شقيقه مراراً وتكراراً من أن أبحاثه خطيرة.
والتُقِطَت صور هدهود بعد تشريح الجثة، لكن عمر وشخصاً آخر شاهدا الجثة قبل التشريح وقالا إنهما اطَّلعا على الإصابات ولم تكن ناجمةً عن التشريح.
وراجع أربعة خبراء في الطب الشرعي الصور التي التُقِطَت خلسةً، وحذَّروا من أنها ليست عالية الدقة، ولا تُظهِر سوى جزءٍ من جثة هدهود. لكنَّ اثنين منهما قالا إنهما لا يستطيعان استخلاص استنتاجاتٍ نهائية حول كيفية إصابته.
لكن معظمهم اتفقوا على أن الصور أظهرت إصابات في الجزء العلوي من جسده يمكن أن تكون ناجمةً عن الضرب والحرق.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة New York Times الأمريكية.