موسكو تقر استخدام الروبل بأول مدينة أوكرانية.. وتحذيرات من إعلانها جمهورية مستقلة

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/28 الساعة 11:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/28 الساعة 11:31 بتوقيت غرينتش
القوات الروسية تدخل ميناء خيرسون الاستراتيجي 3 مارس 2022/ رويترز

قررت منطقة خيرسون، الواقعة في جنوب أوكرانيا، الخميس 28 أبريل/نيسان 2022، استخدام الروبل الروسي بدءاً من أول مايو/أيار المقبل، وفقاً لما نقلته وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول من لجنة موالية لروسيا، تطلق على نفسها "الإدارة العسكرية المدنية".

الوكالة ذكرت أن المسؤول كيريل سترموسوف أشار إلى أن التحول إلى الروبل الروسي سيستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر، وخلال هذه الفترة سيجري استخدامه جنباً إلى جنب مع العملة الأوكرانية.

وفي وقت سابق، قالت السلطات المحلية في أوكرانيا إن روسيا عيَّنت رئيس بلدية تابعاً لها في مدينة خيرسون، وسيطرت على المقرات المحلية؛ لتكون بذلك أول مركز حضري كبير يسيطر عليه الروس منذ غزو أوكرانيا.

وكان مسؤولون أوكرانيون، على رأسهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، حذَّروا من إقدام موسكو على إعلان جمهورية منفصلة في خيرسون، على غرار جارتيها الجنوبيتين دونيتسك ولوغانسك.

وهو الأمر الذي حذَّرت منه وزارة الدفاع البريطانية، مشيرة إلى أن روسيا قد تُجري استفتاء في خيرسون باعتبارها جمهورية منفصلة.

وأعلن الجيش الروسي أنه سيطر على مدينة خيرسون ذات الأهمية الاستراتيجية في جنوب أوكرانيا، مساء يوم الأربعاء 2 مارس/آذار 2022؛ حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، في تصريحات متلفزة، إن "الفرق الروسية بالقوات المسلحة نجحت بالسيطرة على المركز الإقليمي لخيرسون بشكل كامل".

ما هي مدينة خيرسون، وما قيمتها الاستراتيجية؟

تعتبر مدينة خيرسون أكبر مدينة تسقط حتى الآن بيد القوات الروسية، وتكمن أهميتها في كونها تقع على مصب نهر دنيبر، وتطل على بحر آزوف من الجنوب الشرقي، والبحر الأسود من الجنوب الغربي. وبسيطرة روسيا عليها، يعني أنه بات بإمكانها الآن عبور نهر دنيبر الذي يقسم أوكرانيا إلى قسمين، والاتجاه غرباً وشمالاً لمهاجمة كييف من الاتجاه الثاني.

يبلغ عدد سكان مدينة خيرسون 280 ألف نسمة (عام 2021)، ويتحدث نصف سكانها اللغة الروسية، فيما تُقدر الأقلية الروسية فيها بنحو 20%، بحسب التعداد الوطني الأوكراني لعام 2001. وهي المركز الإداري لمقاطعة "أوبلاست خيرسون" التي تعتبر مركزاً اقتصادياً كبيراً تعتمد عليه أوكرانيا.

وتمتلك المدينة أكبر ميناء في أوكرانيا لبناء السفن في البحر الأسود وهي مركز رئيسي للشحن، وقد نمت المدينة بشكل مطرد خلال القرن التاسع عشر؛ بسبب الشحن وبناء السفن، وظلت مركزاً رئيسياً لبناء السفن طوال القرن العشرين. 

وشملت الصناعات الأخرى فيها الهندسة وتكرير النفط وتصنيع المنسوجات القطنية وغيرها من الصناعات. وسياحياً، تعد المدينة أهم المدن الأوكرانية التي تستقطب السياح لطبيعتها المميزة وإطلالتها على نهر دنيبر وبحري آزوف والأسود.

ويخوض الجيش الروسي معارك شرسة في مدن جنوب أوكرانيا الساحلية على بحر آزوف والبحر الأسود، منذ بدء اجتياح البلاد من عدة محاور، في 24 فبراير/شباط 2022؛ حيث تسعى موسكو لتوسيع مناطق نفوذ الانفصاليين التابعين لها من دونيتسك ولوغانسك، مروراً بشبه جزيرة القرم- التي ضمتها في عام 2014- حتى مدينة أوديسا جنوب غربي البلاد، ضمن ما يُعرف بمشروع "نوفوروسيا"، أو "روسيا الجديدة"، وهو حلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تحميل المزيد