بوتين يتوعد برد "سريع وساحق" ضد أي تدخل خارجي في أوكرانيا: اتخذنا كل القرارات في هذا الشأن
حذَّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء 27 أبريل/نيسان 2022، من أي تدخُّل خارجي في أوكرانيا، متوعداً بردٍّ "سريع وصاعق"، وذلك في وقت تعهدت فيه الدول الغربية حليفة كييف بدعم أوكرانيا؛ لمساعدتها في صد الهجوم الروسي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بوتين أمام البرلمان الروسي، وقال: "إذا كان هناك من يعتزم التدخل من الخارج فيما يحدث (في أوكرانيا) وإظهار تهديدات غير مقبولة لروسيا، فعليهم أن يعلموا أن ردنا سيكون سريعاً وصاعقاً"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أضاف بوتين أن روسيا لن تتردد في استخدام أحدث أسلحتها، مشيراً إلى أن موسكو لديها "كل هذه المعدات التي لا يمكن لأي شخصٍ التباهي بها الآن، لن نتفاخر وسنستخدمها إذا اضطررنا، وأريد أن يعرف الجميع ذلك"، مؤكداً أن "كل القرارات في هذا الشأن اتُّخذت".
اعتبر بوتين في تصريحاته، أن الغرب حوّل الجارة أوكرانيا إلى "بلد عدو لروسيا"، وتابع: "أصبحت أوكرانيا ببساطةٍ مادة قابلة للاستهلاك في الحرب ضد روسيا"، بحسب تعبيره.
كذلك جدد الرئيس الروسي خلال كلمته، تأكيد أن كافة أهداف العملية العسكرية المخطط لها في أوكرانيا "سيتم تحقيقها دون أدنى شك"، مؤكداً أنها "ستضمن أمن دونباس وشبه جزيرة القرم وروسيا بأسرها مستقبلاً".
جاءت تحذيرات بوتين، بعد يوم من اجتماع الولايات المتحدة وحلفائها، الثلاثاء 26 أبريل/نيسان 2022، في قاعدة جوية ألمانية، حيث تعهدت بإرسال مزيد من الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا، متجاهلةً تهديد موسكو بأن دعمهم لكييف قد يؤدي إلى حرب نووية.
وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قال إن "الدول من أنحاء العالم تقف مُتَّحدة في تصميمها على دعم أوكرانيا في حربها ضد العدوان الإمبريالي لروسيا"، وأضاف أنه "من الواضح أن أوكرانيا تثق بقدرتها على الانتصار، وكذلك الجميع هنا".
كذلك وفي تحوُّل ملحوظ، أعلنت ألمانيا، حيث تعرضت الحكومة للضغط بعد رفض مناشدات أوكرانية للحصول على أسلحة ثقيلة، أنها سترسل الآن دبابات خفيفة من طراز "جيبارد" مزودة بمدافع مضادة للطائرات.
بدورهم، يعتقد مسؤولون أمريكيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أن روسيا ستعتمد بشكل كبير على الضربات المدفعية لقصف المواقع الأوكرانية في أثناء التحرك براً من عدة اتجاهات، لمحاولة تطويق الجيش الأوكراني والقضاء على جزء كبير منه.
لكن واشنطن تقدر أيضاً أن العديد من الوحدات الروسية تضررت بشدة، إذ لحِق ببعضها خسائر بشرية بلغت 30%، وهو مستوى يعتبره الجيش الأمريكي أعلى من أن يستمر في القتال إلى أجل غير مسمى.
بالموازة مع ذلك، وفي تصعيد ملحوظ للخطاب الروسي، سُئل وزير الخارجية سيرغي لافروف، على التلفزيون الحكومي، عن احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة وما إذا كان الوضع الحالي مشابهاً لأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي كادت تشعل حرباً نووية.
لافروف أجاب بأن "الخطر جاد وحقيقي وعلينا ألا نهوّن منه"، وأضاف أن ما يفعله حلف شمال الأطلسي بإمداد أوكرانيا بالأسلحة يعني "في جوهره" أن التحالف الغربي ضالع في حرب بالوكالة مع روسيا، وفق قوله.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية ومالية مشددة، على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد التام، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".