تزداد المخاوف في الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من أن تتحول الحرب في أوكرانيا إلى نطاق أوسع يمكن أن يطال الدول المجاورة ودول الناتو، التي بدأت تواجه بالفعل قَطعاً لإمدادات الغاز الروسي عنها، حسب ما ذكرته صحيفة The New York Times الأمريكية، الأربعاء 27 أبريل/نيسان 2022.
وحرص الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاء الولايات المتحدة في الغرب، طيلة 9 أسابيع من حرب أوكرانيا، على التشديد مراراً على ضرورة ألا تتجاوز الحرب في أوكرانيا حدود البلاد إلى خارجها.
ومن الممكن أن يتحول توسع نطاق الحرب على المدى الطويل إلى صراع مباشر بين واشنطن وموسكو، يُشابه نزاعات الحرب الباردة، التي سعى فيها كل طرف منهما إلى استنزاف قوة الطرف الآخر.
مؤشرات على إمكانية توسّع الحرب
نيويورك تايمز قالت إن هذه التوقعات تأتي بعد إشارات عديدة خلال الأيام الثلاثة الماضية، أوحت بأنّ هذه الحرب في طريقها إلى الاستفحال والتوسع.
أولى هذه الإشارات هي دعوة لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، إلى بذل المزيد من الجهود اللازمة لتقويض قدرة الجيش الروسي، على نحو يعجز معه سنواتٍ طويلة عن غزو أي دولة أخرى، وقوله: "نريد أن نرى روسيا ضعيفة إلى درجة لا تستطيع بعدها أن تفعل الأشياء التي فعلتها في غزو أوكرانيا".
ثم جاء إعلان الروس عن قطع إمدادات الغاز الطبيعي إلى بولندا وبلغاريا، وهما دولتان من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
بالإضافة إلى ذلك، هزّت الانفجارات منطقة ترانسنيستريا المتنازع عليها في مولدوفا، والتي يصفها بعض الخبراء بأنها الهدف الآتي بطبيعة الحال للروس، واشتعلت النيران في مستودع غاز ومصنع صواريخ في روسيا، ولا يُعرف إذا كان ذلك بسبب عوارض طارئة، أم أنهما تعرضا لهجوم مباشر من القوات الأوكرانية.
على صعيد آخر أكَّد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن تعليقات وزير الدفاع ضُخِّمت، وأنه لم يقصد الإشارة إلى غايةٍ تتضمن عملاً طويل المدى على تقويض القوة الروسية، إلا أن كثيرين في أوروبا رأوا في بيان أوستن إشارة إلى حرب استنزاف طويلة، يمكن أن تمتد إلى جبهات عديدة.
ومن جهة أخرى، انخفضت الأحاديث والتصريحات شيئاً فشيئاً عن الحلول الدبلوماسية أو حتى وقف إطلاق النار، وذلك بعد محاولات عديدة من مسؤولي فرنسا وتركيا، ودول أخرى.
مخاوف تستند إلى "يقين"
وفي معرض التعليق على تهديدات روسيا باستخدام الترسانة النووية، قال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، الأربعاء 27 أبريل/نيسان، "لا أحد يريد أن يرى هذه الحرب تشتد حدةً عما هي عليه بالفعل، وبالتأكيد لا يرغب أحد، ولا ينبغي لأحد أن يرغب في تصاعدها إلى المجال النووي".
يقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن مخاوفهم من اتساع نطاق الحرب يستند بعضها إلى يقين متزايد بأن هذا الصراع يمكن أن "يستمر بعض الوقت"، وهو ما ذهب إليه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخراً.
وأشار روبن نيبليت، مدير مركز أبحاث "تشاتام هاوس" البريطاني، إلى أن "بوتين يرفض التراجع، والأوكرانيون كذلك، ومن ثم فإن الحرب ستستمر وسنشهد مزيداً من الدماء".
من جهته، اعتبر سيث جي جونز، مدير برنامج الأمن الأوروبي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، الأربعاء 27 أبريل/نيسان، أنهم يواجهون "خطراً جاداً في الوقت الحالي باتساع نطاق الحرب".
وأضاف: "الخسائر الروسية في تزايُد مستمر، والولايات المتحدة أعلنت التزامها بشحن أسلحة أقوى لزيادة هذه الخسائر. ومن ثم قد تبدأ الاستخبارات العسكرية الروسية، إن عاجلاً أم آجلاً، في استهداف شحنات الأسلحة تلك داخل حدود الناتو".
في الوقت نفسه، اشتد عزم الولايات المتحدة وأوروبا على مساعدة أوكرانيا في التغلب على الروس، خاصة بعد أن كُشف عن الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في بوتشا وغيرها من المدن التي احتلتها، حتى إن ألمانيا تجاوزت اعتراضها المبكر، وبدأت في إرسال أسلحة ثقيلة، مثل المدفعية والعربات المدرعة.