كشفت صحيفة "Le Figaro" الفرنسية الثلاثاء 26 أبريل/نيسان 2022، عن حالات انتحار غريبة بين ما يعرف بالأوليغارشية الروسية، وهم مقربون من الرئيس فلاديمير بوتين، رُصدت منذ بداية حرب روسيا على أوكرانيا.
الصحيفة الفرنسية قالت: إن ما يثير الدهشة بشأن حالات الانتحار تلك، هو التشابه المريب لظروف موت هؤلاء الأثرياء؛ إذ لقي 6 مليارديرات روس مقربون من الكرملين وعائلاتهم حتفهم في ظروف غامضة الأسابيع الأخيرة.
حالات انتحار "مثيرة للشك"
حسب "لوفيغارو" فإنه في كل مرة يلاحظ المحققون أن الطريقة التي حدثت بها العمليات تشي بالانتحار أو جريمة عائلية، لكن ملامح الضحايا وقربهم من الكرملين، إلى جانب تتابع هذه الوفيات، مثير للشك.
فقد عُثِر على الرئيس التنفيذي السابق لشركة نوفاتيك، سيرغي بروتوسينيا، في 20 أبريل/نيسان الحالي، مشنوقًا في حديقة منزل فخم في "يوريت ديل مار" بإسبانيا، وإلى جانبه جثتا زوجته وابنته وقد قتلتا طعناً.
في اليوم الذي سبق ذلك، أي 19 أبريل/نيسان، عُثِر في شقة بموسكو على جثة فلاديسلاف أفاييف نائب الرئيس السابق لبنك "غازبروم" الروسي وهو ملقى على الأرض وبجانبه مسدس وجثتا زوجته وابنته وقد اخترقت عدة أعيرة نارية جثة كل واحدة منهما، كما تبين أن الشقة كانت محكمة الإغلاق من الداخل؛ ما جعل الشرطة ترجح الانتحار.
غموض أغلب حالات الوفاة
لا يتوقف الغموض عند هذا الحد؛ إذ تقول لوفيغارو: إن عدد من تأكد موتهم في هذه الظروف منذ بدء الحرب خمسة، إضافة لآخر مات قبيل الحرب بأيام فقط.
ففي يوم 24 مارس/آذار، كُشف عن "انتحار" الملياردير فاسيلي ملنيكوف في نيجني نوفغورود، غربي روسيا، بعد أن طعن زوجته وطفليه، وقد كان يدير مجموعة الأدوية "ميدستوم" "MedStom" التي يقال: إنها كانت تعاني من مشكلات اقتصادية خانقة.
في 28 فبراير/شباط، أقدم الملياردير الأوكراني المولد ميخائيل واتفورد على شنق نفسه في مرآب منزله في مقاطعة سَري، بالقرب من لندن.
كما انتحر اثنان من المديرين التنفيذيين لشركة الغاز العملاقة غازبروم في روسيا الأسابيع التي سبقت ذلك، وهما ليونيد شولمان العضو المنتدب للشركة، وذلك في 30 يناير/كانون الثاني الماضي، ووجد في حمام بيته مع رسالة انتحار بجانبه.
بينما في 25 فبراير/شباط، أي بعد يوم واحد من شن روسيا الحرب على أوكرانيا، قام ألكسندر تيولياكوف نائب مدير غازبروم، بشنق نفسه في مرآب شاليهه بالقرب من سانت بطرسبرغ.
بحسب صحيفة نوفايا غازيتا الروسية المستقلة Novaya Gazeta حضر خبراء الطب الشرعي إلى مكان الحادث قبل أن تطردهم أجهزة الأمن التابعة لشركة غازبروم وتغلق مسرح الجريمة.
ما علاقة ذلك بالعقوبات على روسيا؟
هنا تساءلت لوفيغارو: هل يمكن للعقوبات الغربية على الأوليغارشية الروسية أن تدفعهم إلى الانتحار؟ وهل هناك صلة بين هذه الوفيات التي يمكن أن تكون جرائم مقنعة؟
الصحيفة تجيب بالقول: إنه في سياق الحرب على أوكرانيا، التي تضغط على كبار رجال الأعمال الروس وتفرض عليهم إعادة التأكيد على ولائهم للرئيس فلاديمير بوتين، تثير هذه الموجة من حالات الانتحار تساؤلات، خصوصاً أن الروسي الثري رومان أبراموفيتش يزعم هو الآخر أنه تعرض للتسمم بعد اجتماع في أوكرانيا.
بينما يرى معهد وارسو، وهو مركز أبحاث مقره في بولندا، أن حالات الانتحار المسجلة "مشبوهة"، خاصة أن أربعة ممن ماتوا مرتبطون بشركات كبرى تعمل في قطاع الطاقة الروسي، متسائلاً: "من فعل هذا ولماذا؟".