يُخطط الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لزيارة السعودية هذا الأسبوع، عقب سنوات من التوترات التي أصابت العلاقات بين البلدين، إثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حسب ما نقله موقع Middle East Eye البريطاني عن ثلاثة مصادر.
ما أورده الموقع البريطاني، الثلاثاء 26 أبريل/نيسان 2022، يأتي بعد تقارير تركية نُشرت بداية شهر رمضان الجاري أكدت أن الرئيس أردوغان سيتوجه إلى السعودية، وسيؤدي صلاة العيد إلى جانب الملك سلمان وولي عهده.
قالت المصادر المُطَّلِعَة على الزيارة، التي تحدثت شرط عدم الكشف عن هويتها: إنَّ زيارة أردوغان للسعودية مقررٌ لها الخميس 28 أبريل/نيسان، لكن مشكلات تتعلق بالتخطيط الزمني لها قد تؤجلها للشهر المقبل، وفق ما ذكره الموقع البريطاني.
وضع نهاية حاسمة لمسألة خاشقجي
في وقت سابق من الشهر الجاري، استجابت تركيا لواحدٍ من أهم مطالب السعودية لإصلاح العلاقات باتخاذ قرار تسليم قضية خاشقجي إلى السعودية، التي تشمل 26 مشتبهاً بهم في مقتله.
فيما ساءت علاقات أنقرة والرياض كثيراً عقب مقتل الصحفي السعودي، لكن تركيا سعت منذ حينها لإصلاح العلاقات في إطار سياسة إقليمية جديدة لتعزيز اقتصادها.
سيحاول ولي العهد السعودي استغلال زيارة أردوغان للضغط من أجل وضع نهاية حاسمة لمسألة خاشقجي.
إذ قال مصدر مُطَّلِع على المفاوضات لموقع "ميدل إيست آي": "بالنسبة لمحمد بن سلمان، الأمر كله متعلق بخاشقجي. فهو مهووس بهذه المسألة، التي صارت نقطة اهتمام شخصي له".
أضاف المصدر: "يلوم بن سلمان أردوغان شخصياً لإقحامه أمريكا في الأمر، وعدم غلق الملف خلال الأيام الأولى".
إضافة إلى القضية التركية، هناك قضية أخرى قدمتها خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، ومنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي، التي أسسها وأدارها خاشقجي، أمام محكمة فيدرالية أمريكية. ويجادل المسؤولون التركيون بأن هذه القضية خارج متناولهم.
على الرغم من تقديم محامي خديجة جنكيز طعناً ضد قرار محكمة تركية إحالة القضية إلى السعودية، رفضت محكمة عليا طلبهم. وقال أحد المحامين الممثلين لجنكيز، لموقع Middle East Eye: إنهم سيرفعون القضية إلى محكمة الاستئناف، ولاحقاً المحكمة الدستورية.
إصلاح العلاقات مع تركيا على غرار الإمارات
في وقت سابق من هذا العام، أخبر مسؤول تركي رفيع، على دراية بالمحادثات بين السعودية وتركيا، موقع "ميدل إيست آي"، أنَّ الرياض أصبحت أكثر جدية بشأن إصلاح العلاقات مع أنقرة، بعدما التقى أردوغان مع ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد.
قال المصدر: "تواصلنا معهم في الماضي، لكنهم لم يأخذوا الأمر على محمل الجد". وأردف: "هذه المرة هم من تواصلوا معنا؛ فقد شعر السعوديون بأنهم يتعرضون للإقصاء في هذه المصالحة الإقليمية، وأرادوا أن يكونوا جزءاً منها".
فقد أصلحت تركيا والإمارات علاقتهما العام الماضي عقب 10 سنوات تقريباً من الخلاف، كما تصالحت السعودية والإمارات مع حليفة أنقرة، قطر.
وسط محاولات المصالحة، قفزت صادرات تركيا إلى السعودية بنسبة 25% في الربع الأول من 2022، بحسب بيانات نشرتها جمعية المُصدّرين الأتراك.
بينما وصلت الصادرات التركية إلى ما يقرب من 70 مليون دولار في الربع الأول من هذا العام، مقارنةً بما يعادل 55 مليون دولار في العام الماضي.
جاء الجزء الأكبر من الصادرات في مارس/آذار؛ الذي شهد ارتفاعاً من 18.5 مليون دولار إلى 58 مليون دولار، أي ما يعادل 215% زيادة على أساس سنوي.
رغم أنَّ حجم الصادرات هذا يُعَد ضئيلاً مقارنةً بالأرقام السابقة؛ إذ وصلت صادرات تركيا من البضائع إلى السعودية في يناير/كانون الثاني 2020 وحده إلى 221 مليون دولار؛ لكنَّ ذلك الارتفاع الأخير قد يكون مؤشراً على أنَّ الرياض تخفف حظرها السري على الواردات من أنقرة عقب بعض خطوات المصالحة من تركيا ومحادثات مغلقة منذ أشهر طويلة.