تعرّض وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، مساء الأحد 24 أبريل/نيسان 2022 إلى اعتداء من قبل محتجين في العاصمة بيروت، ما أثار ردود أفعال واسعة في البلاد، فيما أعلن مكتب الوزير أن الأخير سيرفع قضية ضد المعتدين عليه.
مقطع فيديو انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، أظهر الوزير فياض محاطاً بعدد من المحتجين، وقال لبنانيون إن الوزير كان قد خرج لتوّه من أحد المقاهي.
يُظهر الفيديو اقتراب شاب من الوزير فياض للحديث معه، وقال الشاب له: "لدي رسالة من الشعب اللبناني (…) أوصل لك هذه الرسالة لتستفيق"، قبل أن يُقدم الشاب على دفع الوزير بقوة ليرتطم بالجدار.
المكتب الإعلامي للوزير فياض أصدر بياناً تحدث فيه عن حادثة الاعتداء، واتهم مجموعة ممن أسماهم بـ"المخربين أو من يسمون أنفسهم زوراً بالثوار"، برصد وملاحقة الوزير، وقال البيان: "وصل بهم الانحطاط الأخلاقي ليل أمس إلى الاعتداء الجسدي غدراً على الوزير فياض في وسط الشارع وهو معروف بتنقلاته دون مرافقة أمنية، ما هدد سلامته كمواطن قبل أن يكون وزيراً".
أشار البيان أيضاً إلى أن الوزير فياض سيتقدم بشكوى ضد من ساهم في الاعتداء عليه، وأضاف أن "توقيف المعتدي أو المعتدين لا يكفي، بل يجب أن ينال عقاباً باسم الشعب يحول دون تكرار ما حصل، فكرامات الناس أياً كان موقعها ليست رهناً لأحد"، بحسب ما أورده موقع تلفزيون "الجديد" اللبناني.
أثارت حادثة الاعتداء على الوزير اللبناني ردود أفعال واسعة في البلاد، وعبّر لبنانيون عن رفضهم لما تعرض له فياض، وأشار آخرون إلى أنه يصعب تحميل الوزير نتيجة فساد في البلاد مستمر منذ عقود من الزمن، فيما انتقد آخرون المسؤولون بالبلاد عما وصلت إليه أحوال الشعب اللبناني.
يُشار إلى أنه منذ عامين، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار عملته المحلية (الليرة)، وشُح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى، وتراجع حاد في قدرة مواطنيه الشرائية.
يتزامن هذا مع تزايد محاولات الهجرة غير النظامية من لبنان باتجاه قبرص، من قبل لبنانيين وسوريين، في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع معدلات الفقر، في بلد يمر بأزمة صنفها البنك الدولي بواحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر.