كشفت صحيفة The Guardian البريطانية أنَّ الناجين من الإبادة الجماعية في رواندا، الذين يعيشون حالياً في النُزل الذي سيؤوي طالبي اللجوء المنقولين من بريطانيا بموجب خطة وزارة الداخلية المثيرة للجدل، أُرسِلوا في رحلة ليوم واحد لمنعهم من تعطيل زيارة وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل هذا الشهر.
وأجرت باتيل جولة في النُزل، المعروف باسم Hope House أو (بيت الأمل)، عندما كانت في العاصمة كيغالي لتوقيع الصفقة مع رواندا. وأدارت السلطات الرواندية ووزارة الداخلية زيارة باتيل بعناية لتقديم الخطة في أفضل ضوء ممكن.
فيما تعرض اقتراح نقل طالبي اللجوء إلى رواندا لانتقادات واسعة، والذي عدَّته مفتقراً للإنسانية ومخالفاً للقانون وغير عملي ومكلفاً للغاية. وكان من بين النقاد نواب حزب المحافظين وأقرانهم، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ورئيس أساقفة كانتربري، الذي قال في خطبة عيد الفصح التي ألقاها يوم الأحد، 24 أبريل/نيسان: إنَّ المخطط "لن يرضى الله عنه".
وسيُؤوَى طالبو اللجوء من المملكة المتحدة في Hope House، وهي منشأة بُنِيَت لتوفير مسكن آمن و"عائلة جديدة" لما بين 150 و190 شاباً تيتموا في الإبادة الجماعية عام 1994، عندما مات ما يصل إلى 800 ألف من المجموعتين العرقيتين التوتسي والهوتو المعتدلين في ثلاثة أشهر من عمليات القتل الجماعي، وقد غادر العديد من الناجين الآن، لكن أولئك الذين بقوا أمضوا معظم حياتهم في النُزل، ولديهم موارد محدودة.
وفي يوم زيارة باتيل، أبلغت السلطات 22 ساكناً بالخروج في رحلة ذهاباً وإياباً لمسافة 56 ميلاً (90 كيلومتراً) إلى مدينة بوجيسيرا الجنوبية، حيث أمضوا معظم اليوم في مشاهدة النصب التذكارية للإبادة الجماعية. وبعد عودتهم إلى كيغالي، أُخذِوا إلى البرلمان لمشاهدة نصب تذكاري آخر. وعادوا إلى Hope House بعد أن ذهب المسؤولون البريطانيون.
فيما قال أحد سكان النُزل لصحيفة The Observer: "هذا هو السبب في أننا نعتقد أنَّ كل شيء لم يحدث بحسن نية". وقالت حكومة المملكة المتحدة: إنها ستدفع 120 مليون جنيه إسترليني مبدئياً للحكومة الرواندية لتنفيذ الخطة، لكن سيتعين عليها دفع تكاليف إضافية للإسكان والطعام والسفر.
وأُخبِر سكان Hope House، المعروف سابقاً باسم نُزل الطلاب الناجين من الإبادة الجماعية، أنهم سيعاد تسكينهم في أماكن أخرى لإفساح المجال لطالبي اللجوء المرسلين من بريطانيا. وأعربوا عن مخاوفهم بشأن مستقبلهم. قال أحدهم لصحيفة The Observer الأسبوع الماضي: "غالباً ما يعود المقيمون الذين يغادرون الفندق بعد فشلهم في الحصول على وظائف. الوضع صعب خارج هذا المكان عندما لا يكون لديك عمل". وأعرب نزيلٌ ثانٍ عن قلقه من عدم الوفاء بالتعهدات بإيجاد منازل بديلة لهم. وقال: "الحكومة تقول: إنها ستوفر لنا أماكن مستأجرة في مكان آخر، لكننا لا نصدق ذلك. يقولون لنا: اذهبوا، لكنهم لم يعطونا المال. تذكر أنَّ بعض هؤلاء الناجين فقدوا أسرة بأكملها. إلى أين يريدوننا أن نذهب؟".
فيما طلب النزلاء الذين تحدثوا إلى الصحيفة عدم ذكر أسمائهم؛ خوفاً من إجراءات انتقامية بحقهم. ولم ينفِ المسؤولون في رواندا التقارير المتعلقة بالرحلة النهارية، واكتفوا بالقول: إنَّ "المقيمين في Hope Hostel يمكنهم القدوم والذهاب كما يحلو لهم".