انتقد المسلمون في فرنسا تجاهُل الرئيس إيمانويل ماكرون للجالية على مدار السنوات الماضية وقضاياهم، بعد محاولته التقرب منهم للحصول على أصواتهم، مع اقتراب الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها على هزيمة المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Daily Express البريطانية.
وبحسب الصحيفة فإن الناخبين أكدوا أنَّ الرئيس ماكرون كان ضد المسلمين في فرنسا على مدى السنوات الخمس الماضية.
وقالت شيرازاد رويبة، طالبة ماجستير، إنَّ المسلمين أُجبِروا على دعم ولاية ثانية لماكرون؛ لأنَّ لوبان ستكون "أسوأ بكثير" فيما يخص تقييد الممارسات الإسلامية.
وفي مقابلة مع شبكة الأخبار التركية TRT World، أوضحت شيرازاد أنَّ المسلمين "في الحقيقة سيصوتون له" للهروب من سياسات مارين لوبان القاسية.
وفي وقت سابق، تعهّدت المرشحة اليمينية المتطرفة بحظر الرموز الدينية في الأماكن العامة، بما في ذلك الحجاب.
المسلمون الفرنسيون أشاروا أيضاً أنَّ ماكرون قد تغاضى إلى حد كبير عن احتياجات مجتمعهم، ولم يستجِب لدعواتهم إلا لأنه "يريد أن يصبح رئيساً مرة أخرى"، مؤكدين أن هويتهم الدينية كانت مقيدة إلى حد كبير "في المجال العام".
من جانبها، قالت ليزا تروادك، مديرة دار حضانة، إنَّ المرشحين الفرنسيين كانوا يطبقون "المنطق السياسي على شيء غير سياسي على الإطلاق"، لافتة إلى أن المسلمين الفرنسيين مجبرون على التصويت لصالح ماكرون؛ لمنع سياسات لوبان من انتهاك خياراتهم الدينية "الشخصية".
ووعد ماكرون في وقت سابق بالدفاع عن الحرية الدينية داخل فرنسا، لكنه تعهد باستهداف أولئك الذين يُروِّجون لـ"الإسلام الراديكالي"، و"يشوهون" الدين.
وفي المناظرة الأخيرة بين ماكرون ولوبان، جادلت المرشحة اليمينية المتطرفة بأنَّ السياسة الدينية الفرنسية الحالية "ليست صارمة بما يكفي"، فيما يتعلق بالتطرف الإسلامي.
وقالت لوبان إنَّ المخاطر الإرهابية في البلاد لا تزال "عالية للغاية"؛ ما يُثبت أنَّ سياسة ماكرون "لم تكن فعالة" في السيطرة على التهديد، مشددة على ضرورة "حظر الملابس الدينية الإسلامية في الأماكن العامة؛ لأنَّ الحجاب زيّ موحد يُفرض على المرأة".
ورداً على تصريحاتها، تعهّد ماكرون بأنه لن "يحظر أي شكل من أشكال الرموز الدينية في الأماكن العامة".
في حملته لفترة رئاسة ثانية، وصف ماكرون فرنسا بأنها "مجتمع علماني"، ودافع عن السياسة التي تحظر الرموز الدينية في التعليم، لأنَّ المدرسة هي مساحة "لتشكيل العقول".
ووصف الرموز الدينية بأنها أحد الجوانب الأساسية لـ"الحرية" داخل فرنسا، وعارض بشدة تعهّد لوبان بحظر الملابس الدينية.
وحذَّر ماكرون الناخبين من أنَّ الحظر المقترح للرموز الدينية في الأماكن العامة قد يُشعل "حرباً أهلية" في الضواحي داخل فرنسا.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Express البريطانية.