اتهمت مؤسسة القدس الدولية، الحكومة الأردنية بـ"التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي" في أحداث المسجد الأقصى الأخيرة، داعية عمّان إلى وقف "التنسيق"، فيما تلتزم عمّان الصمت على الاتهامات
إذ قالت مؤسسة القدس في بيان لها، الجمعة 22 أبريل/نيسان 2022 "لقد شهد المسجد الأقصى اليوم صورة غير مسبوقة من التنسيق الأمني منذ احتلاله؛ إذ شوهد عدد من عناصر الأوقاف الأردنيين في القدس، يساندهم عدد آخر من خارجها، وهم يتصدون للملثمين الذين يرمون شرطة الاحتلال بالحجارة عند باب المغاربة بعد صلاة الفجر، وقد تكرر ذلك خلال النهار".
ويأتي البيان بعد يوم دامٍ في القدس، بعد أن اقتحم الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة المسجد الأقصى، حيث اندلعت مواجهات في ساحات المسجد، بين المصلين والشرطة الإسرائيلية، وأسفرت عن إصابة 31 فلسطينياً، وُصفت جراح اثنين منهم بالخطيرة.
بيان مؤسسة القدس لفت أيضاً إلى أنه أمام هذا التطور الخطير وغير المسبوق في دور الأوقاف الأردنية في القدس، في سياقٍ من الانزلاق المتتالي، الذي سبق أن شهده الجميع على ساحات الأقصى بمحاولة منع الاعتكاف، والخطوات السابقة التي سبق للمؤسسة أن نبهت إليها، من منع حراس المسجد الأقصى من توثيق اعتداءات المحتل إعلامياً، وطرد حارسات الأقصى من وجه المقتحمين، وعدم منح غطاء سياسي لحراسه في مواجهة تغول الاحتلال المتزايد عليهم، فلا بد من وقفة ضد هذا النهج الأردني.
وأمام تلك الاتهامات من مؤسسة القدس لم يصدر بيان من الحكومة الأردنية حتى الآن للرد عليها.
كما دعا البيان إلى وقف المشاريع التطبيعية الآخذة بربط المصالح الأردنية بالمحتل، بينما المسجد الأقصى الذي تحمل أمانة إدارته وإعماره يتعرض لخطرٍ إحلالي وجودي.
ووجهت مؤسسة القدس مناشدة إلى القوى الشعبية الأردنية، بضرورة التعامل مع هذا الانزلاق غير المسبوق للدور الأردني في الأقصى بالجدية اللازمة، فهو يهدد بتحوله من موقع الأمانة التاريخية على الهوية الإسلامية الحصرية في الأقصى -والتي اضطلع بها حتى الآن- إلى دور الإدارة الوسيطة بالنيابة عن الاحتلال.
كما وجه البيان رسالة إلى المرابطين في المسجد الأقصى، بأن "يتجاوزوا مثل هذه التوجيهات والمحاولات، وأن يُفشلوا أي محاولة للوصاية على الإرادة الشعبية في القدس بالحسنى، فمعركتنا تبقى مع المحتل وحده".
واختتم بيان مؤسسة القدس بأن "ننتظر أن يجري تصحيح هذا المسار بشكل عاجل، وأن يعود دور الأوقاف الأردنية في الأقصى إلى موقع التمسك بالثوابت والامتناع عن التنسيق مع المحتل، وهي الحالة التي كان عليها على مدى خمسة عقود خلت".