يلتزم المرشحان للانتخابات الرئاسية في فرنسا، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية القومية مارين لوبان، الصمت الانتخابي، وذلك غداة انتهاء الحملة الرسمية لاقتراع تبدو نتائجه حاسمة لمستقبل البلاد.
آخر استطلاعات للرأي كشفت أن ماكرون سيفوز في الدورة الثانية من الانتخابات التي ستجري الأحد، 24 أبريل/نيسان 2022، بفارق أقل من الذي سجل قبل خمس سنوات عندما حصل ماكرون على 66% من الأصوات، لكن قد يكون لنسبة الامتناع تأثير كبير.
يخشى كل من المعسكرين امتناع ناخبيه عن التصويت، لا سيما في هذه الفترة من العطلات المدرسية الربيعية في جميع أنحاء البلاد، وأياً كان الفائز فسيكون لهذا الاقتراع أهمية تاريخية.
فماكرون سيصبح أول رئيس يُعاد انتخابه منذ جاك شيراك في 2002، أما لوبان، فستصبح أول امرأة وأول زعيم لليمين المتطرف يتولى الرئاسة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
اعتباراً من منتصف ليل الجمعة السبت مُنعت الاجتماعات العامة، وتوزيع المنشورات والدعاية الرقمية للمرشحين، ولا يمكن نشر نتائج أي استطلاع للرأي قبل إعلان التقديرات الأولى عند الساعة 20,00 (18:00 بتوقيت غرينتش)، الأحد 24 أبريل/نيسان 2022.
حتى اللحظة الأخيرة حث كل من المرشحين مؤيديه على التوجه إلى مراكز الاقتراع، مؤكدَين أنه لم يحسم أي شيء أياً كانت التوقعات أو استطلاعات الرأي.
كان ماكرون قد اختتم حملته التي بدأها في وقت متأخر بسبب الحرب في أوكرانيا باجتماع في فيجياك في منطقة لو الريفية (وسط)، بينما أنهت لوبان التي تجولت في جميع أنحاء البلاد لشهر، حملتها في معقلها في با-دو-كاليه (شمال) الذي تمثله في مجلس النواب.
تودد المتنافسان لناخبي المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي جاء في المركز الثالث في الدورة الأولى، التي جرت في العاشر من أبريل/نيسان 2022، وحصل على نحو 22% من الأصوات.
انتخابات تشريعية في فرنسا
تأتي هذه الانتخابات بينما دُعي 48,7 مليون ناخب إلى التصويت، اعتباراً من الساعة السادسة بتوقيت غرينتش، وبسبب فارق التوقيت، يصوت ناخبو أراضي ما وراء البحار في غوادلوب وغويانا والمارتينيك وسان بارتيليمي وسان مارتان وسان بيار-إي-ميكولون وبولينيزيا الفرنسية، السبت 23 أبريل/نيسان 2022.
طغت على الحملة الانتخابية إلى حد كبير، الأزمة الصحية ثم الحرب في أوكرانيا التي أثرت على القدرة الشرائية الشغل الشاغل للفرنسيين، نظراً لتداعيات النزاع على أسعار الطاقة والغذاء.
لجذب ناخبي ميلانشون وعدت لوبان بحماية الفئات الأضعف، بينما انعطف إيمانويل ماكرون إلى اليسار متعهداً بجعل البيئة في صميم عمله.
كذلك كشفت المناظرة التلفزيونية، مساء الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، بين المرشحين المؤهلين للدورة الثانية عن الاختلاف العميق في مواقفهما، بشأن أوروبا والاقتصاد والقوة الشرائية والعلاقات مع روسيا والمعاشات التقاعدية أو الهجرة.
أياً كان الفائز، قد تصبح الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها بفرنسا في يونيو/حزيران، أشبه بـ"دورة ثالثة"، إذ من الصعب لكل من لوبان وماكرون الحصول على أغلبية برلمانية.
كان ميلانشون قد عبّر أيضاً عن طموحه في أن يصبح رئيساً للوزراء، وبالتالي فرض تعايش، آملاً في تصويت كبير لنواب حزبه "فرنسا المتمردة" الذي بدأ أساساً مفاوضات مع التشكيلات اليسارية الأخرى.
من جهة أخرى، يمكن أن تجري دورة ثالثة في الشارع، على غرار الاحتجاج الشعبي لـ"السترات الصفراء" في 2018-2019، وخصوصاً بشأن مشروع ماكرون لإصلاح أنظمة التقاعد، الذي يثير غضب جزء من الرأي العام.
أما إذا فازت لوبان برئاسة فرنسا، فقد تبدأ الهزات اعتباراً من مساء الأحد، وتدخل البلاد في المجهول في اليوم التالي، بحسب الوكالة الفرنسية.