يخطِّطون لتحقيق حلم بوتين.. قائد عسكري روسي يكشف خبايا المرحلة الثانية من الحرب بجنوب أوكرانيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/22 الساعة 09:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/22 الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين/ GettyImages

نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية قوله، الجمعة 22 أبريل/نيسان 2022، إن موسكو تخطِّط للسيطرة الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا ضمن المرحلة الثانية من العملية العسكرية.

كما نسبت الوكالة الروسية للمسؤول قوله إن روسيا تخطِّط لإقامة ممر بري بين دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.

ويخوض الجيش الروسي معارك شرسة في مدن جنوب أوكرانيا الساحلية على بحر آزوف والبحر الأسود، منذ بدء اجتياح البلاد من عدة محاور، في 24 فبراير/شباط 2022، حيث تسعى موسكو لتوسيع مناطق نفوذ الانفصاليين التابعين لها من دونيتسك ولوغانسك، مروراً بشبه جزيرة القرم- التي ضمتها في عام 2014- حتى مدينة أوديسا جنوب غربي البلاد، ضمن ما يُعرف بمشروع "نوفوروسيا"، أو "روسيا الجديدة".

السيطرة على ماريوبول

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن الخميس 21 أبريل/نيسان 2022، أن سيطرة قواته على مدينة ماريوبول الأوكرانية الاستراتيجية تمت بنجاح، في حين أمر القوات الروسية بإلغاء اقتحام منطقتها الصناعية.

كما أوضح بوتين أن روسيا "تضمن عدم التعرض والتعامل باحترام مع القوات الأوكرانية التي تغادر منشأة آزوفستال"، مؤكداً أنه لا يريد اقتحام المصنع، بل يتم استمرار حصاره فقط بشكل آمن بدلاً من ذلك.

وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الرئيس فلاديمير بوتين بسيطرة قواته على ماريوبول، مشيراً إلى أنه ما زال هناك مقاتلون أوكرانيون في مصنع آزوفستال بماريوبول، فيما استسلم 1478 بالفعل.

فيما اعتبر وزير الدفاع الروسي أن الوضع في مدينة ماريوبول هادئ، ويسمح بعودة المدنيين.

"نوفوروسيا" حلم بوتين

وبضم الجيش الروسي تلك المدينة الساحلية على بحر آزوف وضواحيها مثل مدينة ماريوبول وبيرديانسك، بالإضافة إلى خوضه معارك في مدينة خيرسون المجاورة، وخوضه معارك ضارية في أوديسا، تقترب موسكو من تحقيق ما تخطِّط له منذ وقت طويل، وهو إعادة إحياء ما يعرف بمشروع "نوفوروسيا" أو "روسيا الجديدة".

تسعى روسيا للسيطرة بأي ثمن على جميع مدن الساحل جنوب أوكرانيا بهدف إعادة إحياء مشروع
تسعى روسيا للسيطرة بأي ثمن على جميع مدن الساحل جنوب أوكرانيا بهدف إعادة إحياء مشروع "روسيا الجديدة" أو "نوفوروسيا"/ عربي بوست

هذا الإعلان الروسي جاء بعد أن تحدثت تقارير استخباراتية غربية منذ وقت مبكر، عن أن أحد أهم أهداف الغزو الروسي لأوكرانيا قد يكون إقامة جسر بري من المناطق الانفصالية في إقليم دونباس، إلى شبه جزيرة القرم، المنطقة التي ضمتها إليها في عام 2014. 

هذا الأمر سيتطلب من روسيا الاستيلاء على مئات الكيلومترات من الأراضي على طول بحر آزوف، بالإضافة إلى السيطرة على مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود جنوب غربي البلاد، وهو ما تعمل عليه منذ ما يقارب الشهرين. 

وتعرف هذه المنطقة الساحلية الجنوبية تاريخياً باسم "نوفوروسيا، أو "روسيا الجديدة"، وهي جزء تاريخي من الإمبراطورية الروسية على طول البحر الأسود، ويقول تقرير سابق لمجلة Economist البريطانية، إنه سيكون لتلك المنطقة ميزة ملموسة أكثر في التخفيف من نقص المياه في شبه جزيرة القرم، كما أن لموانئها التاريخية أهمية استراتيجية بالنسبة لموسكو التي تسعى لاستعادة حضورها بشكل أوسع على البحر الأسود.

ومنذ شهر أبريل/نيسان عام 2014، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحديث بوتيرة متزايدة عن مفهوم إعادة إحياء "روسيا الجديدة" أو "نوفوروسيا"، وهي مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا يراها القوميون الروس في روسيا وأوكرانيا مناطق روسية منحها الاتحاد السوفييتي لأوكرانيا.

وقال بوتين في خطابه الذي توجه به إلى الشعب الروسي في أبريل/نيسان 2014، بعد نحو شهر من سيطرة روسيا على منطقة القرم مبرراً ضمها: "سوف أذكّركم: هذه نوفوروسيا (أي روسيا الجديدة)"، مشيراً إلى مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، حيث كان بوتين يتخطى المناطق الانفصالية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك والقرم، ليشمل جميع مناطق البحر الأسود الساحلية ذات الأعداد الكبيرة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا.

تحميل المزيد