اكتشف علماء بكتيريا يُحتمل أنها مرتبطة بسرطان البروستاتا سريع الانتشار، ووصفوا هذا الاكتشاف بأنه إنجاز ثوري في علاج هذا المرض الفتاك، الذي يحصد آلاف الأرواح كل عام حول العالم.
صحيفة The Guardian البريطانية ذكرت الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، أن باحثين تحت إشراف جامعة "إيست أنجليا" أجروا تحليلات جينية معقدة على البول وأنسجة البروستاتا في أكثر من 600 رجل مصابين وغير مصابين بسرطان البروستاتا، وتوصل الباحثون إلى خمسة أنواع بكتيريا مرتبطة بالتطور السريع للمرض.
لا تثبت الدراسة أن هذه البكتيريا تسبب سرطان البروستاتا أو تؤدي إلى تفاقمه، ولكن إذا أكدت الأبحاث الجارية في الوقت الحالي دورها، فبإمكان الباحثين تطوير فحوصات لتحديد الرجال الأكثر عرضة لخطر الإصابة، وربما ابتكار مضادات حيوية للوقاية من هذا السرطان.
تقول الدكتورة هايلي لوكستون من منظمة سرطان البروستاتا بالمملكة المتحدة، والتي شاركت في تمويل البحث: "هذا اكتشاف مثير قد يُحدث ثورة حقيقية في علاج الرجال من هذا المرض".
من جانبهم، أوضح العلماء في المجلة الأوروبية لطب أورام المسالك البولية، كيف توصلت أبحاثهم الجينية إلى خمسة أنواع بكتيريا، ثلاثة منها جديدة على العلم، ومرتبطة بسرطان البروستاتا المتقدم.
الرجال الذين كانوا يحملون نوعاً أو أكثر من هذه البكتيريا في البول أو البروستاتا أو نسيج الورم، أكثر عرضة 2.6 مرة لتطور السرطان في مراحله المبكرة إلى مرض متقدم، مقارنة بالرجال الذين لا يحملونها.
بدوره، قال كبير العلماء كولين كوبر، أستاذ جينات السرطان في جامعة إيست أنجليا، إنه من "الوارد ألا تكون هذه البكتيريا مسببة للمرض، فمثلاً، قد يعاني الرجال المصابون بسرطان البروستاتا سريع الانتشار، من قصور في جهاز المناعة يسمح لبكتيريا معينة بالنمو".
أضاف كوبر: "إذا علمت على وجه اليقين، أن نوعاً من البكتيريا يسبب سرطان البروستاتا، فيمكنك اختراع مضاد حيوي للتخلص منها وهذا سيمنع تفاقمه، كما نأمل".
لكنه حذر قائلاً إن "هذا ليس سهلاً كما يبدو، وإنما تصحبه صعوبات كثيرة، فالمضادات الحيوية لا تتمكن من البروستاتا بدرجة كبيرة ومن الضروري اختيار مضاد حيوي لا يقتل سوى بكتيريا معينة".
مكنت المعلومات الجينية عن هذه البكتيريا العلماء من تكوين صورة عن الطريقة التي ربما تعمل بها في الجسم، والسموم والمواد الأخرى التي قد تطلقها، وقادهم هذا إلى الخروج بست فرضيات عن كيف يمكن أن تسبب هذه البكتيريا سرطان البروستاتا.