لليوم الرابع على التوالي، اقتحم عناصر من الشرطة الإسرائيلية، الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، بينما يتوجه وفد أمريكي إلى المنطقة في "مهمة عاجلة" لبحث التوترات في الأراضي الفلسطينية.
حسب شهود عيان، فإن العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية اقتحموا المسجد وانتشروا في ساحاته، قبل وقت قصير من بدء اقتحامات المستوطنين، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
اقتحام المسجد الأقصى بحماية الشرطة
أجبرت الشرطة المصلين المسلمين على إخلاء ساحات المسجد بشكل كامل، قبل أن تبدأ بتسهيل اقتحام المستوطنين له عبر مجموعات تضم الواحدة منها عشرات الأشخاص.
إذ يقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى بشكل يومي، منذ الأحد الماضي، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة 15 أبريل/نيسان ويستمر حتى الخميس 21 أبريل/نيسان.
كانت الشرطة الإسرائيلية قد فرضت قيوداً على دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر. وقال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية انتشرت على بوابات المسجد الأقصى لمنع المصلين من العودة والدخول إلى المسجد مجدداً.
كما أشار الشهود إلى أن العشرات من المصلين تواجدوا في المُصلى القبلي المسقوف، واحتجوا على الاقتحام عبر ترديد هتاف "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، كما طرقوا بشدة على الأبواب الخشبية الكبيرة، للمصلى.
وفد أمريكي في الشرق الأوسط
تزامناً مع ذلك، يبدأ وفد أمريكي، الأربعاء، زيارة إلى المنطقة لبحث التوتر في الأراضي الفلسطينية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: "تسافر القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى يائيل لمبرت، إلى الأردن وإسرائيل والضفة الغربية ومصر في الفترة من 19 إلى 26 أبريل/نيسان".
أضافت الخارجية الأمريكية: "تشارك لمبرت مع كبار قادة المنطقة في مناقشة مسألة تخفيف التوترات، ووضع حد لحلقة العنف في إسرائيل والضفة الغربية وغزة".
كما أشارت إلى أن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو، سوف ينضم إلى القائمة بأعمال الوزير لمبرت.
بينما قال موقع "Axios" الأمريكي إن الزيارة تُظهر القلق المتزايد في واشنطن من أن يؤدي المزيد من التصعيد إلى اندلاع جولة جديدة من العنف، مثل الحرب التي شهدتها غزة في مايو/أيار 2021.
إدانات عربية ودعوات للتهدئة
سبق لوزارة الخارجية الأمريكية أن أعلنت الجمعة الماضي، في تصريح مكتوب، أنها تشعر "بقلق عميق إزاء تزايد أعمال العنف في الحرم الشريف (المسجد الأقصى) في القدس".
كما دعت "كافّة الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال والخطابات الاستفزازية والمحافظة على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف". وحثّت المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين على "التعاون للعمل من أجل خفض التوترات وضمان سلامة الجميع".
فيما كانت العديد من الدول العربية والإسلامية والدولية قد انتقدت الممارسات الإسرائيلية بالمسجد الأقصى ودعت إلى وقفها.
منذ الأحد الماضي، يقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة الماضي، ويستمر حتى الخميس. وأثار هذا الأمر غضب الفلسطينيين، الذين دعوا إلى وقف الاقتحامات.
كما هددت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالرد على استمرار "الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى".