أُبلغ رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، بأنَّ مكتبه في شارع "داونينغ ستريت"، يُشتبَه باستهدافه بعدة هجمات باستخدام بيغاسوس، وهو برنامج قرصنة متطور يمكنه تحويل الهاتف إلى جهاز استماع عن بعد.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الإثنين 18 أبريل/نيسان 2022، إن تقريراً صادراً عن Citizen Lab بجامعة تورنتو الكندية، أفاد بأنَّ الإمارات العربية المتحدة مشتبهٌ في تنظيمها هجمات ببرامج تجسس على مقر الحكومة البريطانية في عامي 2020 و2021.
بيغاسوس هو برنامج قرصنة أو تجسس، طورته شركة NSO Group الإسرائيلية، وتسوقه وترخصه للحكومات في جميع أنحاء العالم، ولديه القدرة على استهداف الهواتف التي تعمل بأنظمة تشغيل "آي أو إس" أو أندرويد، واختراقها.
Citizen Lab أشار إلى أن هناك أيضاً هجمات مشتبهاً بها على وزارة الخارجية على مدار العامين الماضيين، التي ارتبطت أيضاً بمشغلي بيغاسوس ذات الصلة بالإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الهند وقبرص والأردن.
الباحثون في المختبر الكندي، الذين يُعتبَرون من بين الخبراء العالميين البارزين في اكتشاف الهجمات الرقمية، أشاروا إلى أنهم اتخذوا الخطوة النادرة بإخطار الحكومة البريطانية بالهجوم لأنهم "يعتقدون أنَّ هذا يمكن أن يقلل الضرر".
مع ذلك، لم يتمكن الباحثون من تحديد الأفراد داخل مقر الحكومة ووزارة الخارجية المشتبه في تعرضهم للقرصنة.
في هذا الصدد قالت Citizen Lab: "نؤكد أنه في عامي 2020 و 2021 لاحظنا وأبلغنا حكومة المملكة المتحدة بحالات متعددة مشتبهة للإصابة ببرامج التجسس بيغاسوس داخل شبكات المملكة المتحدة الرسمية. وشملت هذه: مكتب رئيس الوزراء (10 شارع داونينج ستريت) [و] وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث…"
أضاف البيان: "كانت العدوى المشتبه بها في مكتب رئيس الوزراء البريطاني مرتبطة بمشغلي بيغاسوس الذي وجدنا أنَّ لهم صلة بالإمارات العربية المتحدة".
تُشير صحيفة The Guardian إلى أن هذه المزاعم ستُثير تساؤلات مهمة حول خرق محتمل للأمن القومي على أعلى مستويات الحكومة البريطانية.
من جانبه، قال متحدث باسم شركة NSO الإسرائيلية: "يستمر استهداف NSO من قبل عدد من منظمات المناصرة ذات الدوافع السياسية مثل Citizen Lab ومنظمة العفو الدولية لإنتاج تقارير غير دقيقة وغير مؤكدة تستند إلى معلومات غامضة وغير كاملة".
يأتي هذا التطور المتعلق بالمملكة المتحدة بعد شهور من التحقيق في عمل شركة NSO الذي وجد أنَّ الهاتف المحمول للوزير الفرنسي الحالي فرانسوا دي روجي أظهر آثاراً رقمية لنشاط مرتبط ببرنامج التجسس بيغاسوس.
ظهرت تفاصيل ذلك على قاعدة بيانات مسربة، التي تضمنت أيضاً أرقام الهواتف المحمولة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ومعظم أعضاء حكومته المكونة من 20 وزيراً، إلى جانب رئيس الوزراء آنذاك، إدوارد فيليب.
يُذكر أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، دعا خطاب موجه إلى رئيس الوزراء البريطاني، وقّعه 10 نواب وأقرانهم، الحكومة إلى إنهاء برامجها للأمن السيبراني مع الدول التي يُعرَف أنها استخدمت برامج تجسس NSO لاستهداف المعارضين والصحفيين والمحامين، وكذلك فرض عقوبات على شركة NSO الإسرائيلية.
دعا الخطاب أيضاً إلى تعليق جميع تراخيص برامج التجسس البريطانية وعقود الأمن السيبراني مع دول الخليج المتورطة في الهجمات الإلكترونية في المملكة المتحدة.