لم يُجِب مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية لعشرات من طاقم طرّاد الصواريخ "موسكفا" بالزي الرسمي وهم يقفون في تشكيل، على ما يبدو بعد أيام من غرق السفينة الروسية، عن الأسئلة العالقة حول مصير السفينة وأفرادها الذين يزيد عددهم على 500 فرد.
وصلت الأسئلة التي لا تجد لها إجابات، إلى حد جعل فلاديمير سولوفيف، مقدم البرامج الحوارية الروسي الشهير، يبدأ في التساؤل عن حقيقة ما حدث، على الرغم من أن تصريحاته تعكس في كثير من الأحيان توجهات الكرملين، بحسب صحيفة The New York Times الأمريكية.
تشكيك في الرواية الروسية
طرح سولوفيف سلسلة من الأسئلة البلاغية التي تطرقت إلى الروايتين المطروحتين حول كيفية غرق سفينة أسطول البحر الأسود، ليل الأربعاء 13 أبريل/نيسان.
وتساءل المذيع التلفزيوني بصوت عالٍ: إذا اشتعلت النيران في الطراد قبل غرقه، كما تقول روسيا، فلماذا لم يكن لديه نظام لإطفاء مثل هذه الحرائق؟ وإذا كان قد غرق بصاروخي نبتون أوكرانيين، كما ادعى مسؤولون أوكرانيون ووزارة الدفاع الأمريكية، فلماذا إذن يفتقر إلى نظام مضاد للصواريخ؟
كانت هذه الفقرة غير عادية لأسباب ليس أقلها أنَّ سولوفيف طرح فكرة أنَّ أوكرانيا تمكنت من إغراق موسكفا، وهي واحدة من أكبر الخسائر البحرية في أي مكان بالعالم منذ الحرب العالمية الثانية.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه مزيد من النقاد وغيرهم من مقدمي البرامج الحوارية التلفزيونية في روسيا يشيرون إلى القتال في أوكرانيا على أنه "حرب"، على الرغم من أنهم يميلون إلى استخدام المصطلح عند الإشارة إلى أنَّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأكمله، وضمن ذلك الولايات المتحدة، يتّحدون ضد روسيا.
وقمع الكرملين أي نقاش مفتوح حول النزاع من خلال إصدار قانون في أوائل مارس/آذار الماضي، يجرّم نشر أية "معلومات كاذبة" حول ما تسميه روسيا "عمليتها العسكرية الخاصة"، وضمن ذلك وصفها بـ"الحرب"، ويواجه المخالفون ما يصل إلى 15 عاماً في السجن.
وأشارت النبرة الأكثر غضباً من المعتاد عند مناقشة غرق موسكفا إلى أنَّ العديد من المعلقين وجدوا أوكرانيا مذنبة. وفي تخطٍّ للتفسير الرسمي بأنَّ الطراد اشتعلت فيه النيران، على سبيل المثال، قال فلاديمير بورتكو، المخرج السينمائي والعضو السابق في مجلس دوما (البرلمان الروسي)، الخميس 14 أبريل/نيسان، إنَّ الهجوم على السفينة يجب أن يُعامَل على أنه اعتداء على روسيا نفسها.
اعتراف ضمني بمسؤولية أوكرانيا عن غرق "موسكفا"
وقال: "انتهت العملية العسكرية الخاصة، انتهت الليلة الماضية عندما تعرض وطننا للهجوم. الهجوم على أراضينا سبب مطلق للحرب حقاً".
وفقاً لوزارة الدفاع الروسية، بعد إجلاء طاقم مكون من 510 رجال على الأقل، غرق الطراد في أمواج هائجة أثناء سحبه إلى سيفاستوبول، مقر الأسطول في شبه جزيرة القرم. وقالت أوكرانيا إنها قصفت الطراد بصاروخين وغرق بسرعة.
ونشرت وزارة الدفاع مقطع فيديو بقناتها الرسمية على تطبيق تليغرام، وكذلك على قناة شبكتها التلفزيونية Zvezda، السبت 16 أبريل/نيسان، يظهر فيه الأدميرال نيكولاي يفمينوف، قائد البحرية الروسية، وضباط آخرون، يزعم أنهم يجتمعون مع من قالت الوزارة إنهم بعض أفراد طاقم موسكفا في سيفاستوبول.
وأظهر المقطع الذي تبلغ مدته 26 ثانية، الأدميرال وهو يخاطب عشرات البحارة، لكن لم يكن هناك تفسير لمصير البقية. وقال: "سنحافظ على تقاليد طراد الصواريخ موسكفا بعناية، وستستمر بالطريقة التي كانت مقبولة دوماً في البحرية"، مضيفاً أنَّ الطاقم سيستمر في الخدمة بمكان آخر.
ولفتت منشورات على الشبكات الاجتماعية إلى وفاة بعض أفراد الطاقم، لكن الحصيلة غير واضحة.
بينما توصلت Radio Liberty، وهي شبكة حكومية أمريكية مقرها خارج روسيا، إلى أرملة ضابط في السفينة، والتي أكدت وفاته وقالت إنَّ 27 من أفراد الطاقم ما زالوا في عداد المفقودين.