بينما تصارع الصين أسوأ تفشٍّ لوباء فيروس كورونا فرضت قواعد مشددة لمكافحة الفيروس في المصانع التي تنتج نصف هواتف آيفون عالمياً، مما يهدِّد بعجز شديد في التكنولوجيا العالمية، حسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية الإثنين 18 أبريل/نيسان 2022.
فقد فرض إخطار أصدرته حكومة بكين، الأحد 17 أبريل/نيسان، "قيوداً على الحركة" على المنطقة الاقتصادية في وسط شرق مدينة تشنغتشو، موطن مصنع Foxconn الذي يضم 120 ألف موظف.
بموجب الإخطار، يُحظَر على أية مركبة الدخول إلى المنطقة أو الخروج منها "لقطع انتقال العدوى الفيروسية". وذكرت شركة Foxconn لصناعة الإلكترونيات أنَّ المصنع يتعاون مع قيود الحكومة، لكنها أصرت على أنَّ عمليات التشغيل فيه "طبيعية".
فيما قال المسؤولون إنَّ طاقم العمل يستطيع التنقل بوثيقة تصريح والرمز الصحي- الذي يجمع بيانات مكان تواجد الشخص ويوضح مدى أمان هذه المنطقة من وجهة نظر الوضع الوبائي- واختبار الكشف عن الفيروس نتيجته سلبية في آخر 48 ساعة.
توقف مصانع إنتاج هواتف آيفون
أدت عمليات الإغلاق الصارمة المماثلة وأنظمة الحجر الصحي الجماعية في شنغهاي، التي عانت من قيود "كوفيد-19" لأسابيع، إلى نقص الغذاء، وأجبرت ملايين الأشخاص على البقاء في منازلهم وإغلاق مئات المصانع.
كما توقف مصنعان لإنتاج هواتف آيفون، تديرهما شركة Pegatron في المدينة الساحلية الوسطى، عن العمل منذ الأسبوع الماضي، عندما قالت الشركة إنها اقترحت وقف الإنتاج "للتعاون مع جهود مكافحة الوباء". كما أوقفت شركة Quanta Computer، التي تصنع حواسيب ماك بوك المحمولة، الإنتاج في شنغهاي.
قال مسؤولو المدينة في نهاية هذا الأسبوع إنهم حددوا هدف الوصول إلى "صفر كوفيد" خارج مناطق الحجر الصحي بحلول يوم الأربعاء 20 أبريل/نيسان، وأعربوا عن أملهم في تنشيط الصناعة وتشغيلها مرة أخرى.
كما صرّح تشين جي، سكرتير الحزب في منطقة باوشان بالمدينة: "طلب فريق عمل مجلس الدولة، ولجنة الحزب البلدية والحكومة البلدية، أن تظهر نقطة التحول في تفشي الوباء في 17 أبريل/نيسان، والوصول إلى حالة انعدام كوفيد-19 يوم 20 من الشهر ذاته".
إجراءات صارمة لمواجهة كورونا
من جهته، قال الدكتور وو جينجلي، مدير لجنة الصحة في شنغهاي، الأحد 17 أبريل/نيسان، إنه سيجري جولة أخرى من الاختبارات الجماعية لاكتشاف العدوى وقطع سلاسل الانتقال مع إصرار المدينة على تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على فيروس كورونا المستجد.
سيكون الاختبار الشامل لـ25 مليون شخص في المدينة هو المحاولة العاشرة منذ 3 أبريل/نيسان.
بينما ظهرت لقطات فيديو لاشتباكات بين الشرطة وأشخاص أُجبروا على ترك منازلهم المستأجرة في منطقة شرقي المدينة حتى يمكن استخدامها كمراكز حجر صحي مؤقتة.
أوضحت الهيئة المنظمة للصناعة الأسبوع الماضي أنها حددت 666 شركة في شنغهاي في قطاعات أشباه الموصلات والسيارات والطب باعتبارها شركات ذات أولوية تحتاج إلى العودة للعمل. وسيُطلَب منها تقديم خطط مفصلة لاستئناف الإنتاج بينما يواجه السكان استمرار القيود.
في هذا الصدد، قال ديفيد زانج، الباحث في جامعة شمال الصين للتكنولوجيا، لصحيفة The South China Morning Post: "وجهت إجراءات التحكم والوقاية في شنغهاي لمكافحة فيروس كورونا المستجد ضربة هائلة لصناعة السيارات وحدها".
كما أضاف: "أدى الإغلاق إلى توقف الآلاف من شركات سلسلة إمداد السيارات التي يقع مقرها في شنغهاي. وهذه مشكلة خطيرة يجب معالجتها في أسرع وقت ممكن".