شهد جنوب السويد، السبت 16 أبريل/نيسان 2022، ليلةً أخرى من الاضطرابات، على إثر تصعيدٍ يقوده حزب سياسي يميني متطرف ومعادٍ للإسلام، وتضمّن التصعيد فعاليات لحرق نسخ من المصحف، ومسيرات مستفزة لمشاعر المسلمين.
الشرطة السويدية قالت إن نحو 100 شخص معظمهم من الشباب، ألقوا الحجارة وأشعلوا النار في سيارات وإطارات وصناديق قمامة، وأقاموا سياجاً في بلدة لاندسكرونا، بعد أن قررت السلطات نقل مظاهرة كان من المقرر أن يقيمها حزب "سترام كورس" اليميني المتطرف هناك إلى مدينة مالمو القريبة، الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتراً إلى الجنوب.
أوضحت الشرطة أن الأمور هدأت في لاندسكرونا في وقت متأخر من يوم السبت 16 أبريل/نيسان 2022، إلا أن التوتر بقي حاضراً، وإن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الأحداث، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 17 أبريل/نيسان 2022.
كانت كيم هيلد، المتحدثة باسم الشرطة في جنوب السويد، قد قالت في وقت سابق، أمس السبت، إن الشرطة "لن تلغي الإذن الذي منحته لحزب سترام كورس" بإقامة مظاهرة لاندسكرونا، لأن المعايير العالية لحرية التعبير في السويد تحول دون ذلك.
هيلد أضافت في تصريحات لوكالة الأنباء السويدية TT، أن حق المواطنين في "التظاهر والتصريح علناً بآرائهم حقٌّ عظيم القيمة وشديد الأهمية، على نحو يجعل تجاهله أمراً متعذراً"، بحسب تعبيرها.
في غضون ذلك، وردت منذ يوم الخميس 14 أبريل/نيسان 2022، أنباء عن وقوع اشتباكات أيضاً في ستوكهولم، وفي مدينتي لينشوبينغ ونورشوبينغ، وغيرها من المواقع التي عزم حزب "سترام كورس" اليميني المتطرف على إقامة فعاليات أو مظاهرات فيها.
كان مساء الجمعة 15 أبريل/نيسان 2022، قد شهد اندلاع اشتباكات عنيفة بين متظاهرين يمينيين متطرفين، ومتظاهرين مناوئين لهم في وسط مدينة أوربرو، قبيل فعالية أعلن عنها حزب "سترام كورس" هناك، ودبَّر لأن تتضمن حرقاً علنياً لنسخة من المصحف، وقد أسفرت الاشتباكات عن إصابة 12 من رجال الشرطة وإحراق 4 سيارات شرطة.
كذلك أظهرت الصور ولقطات الفيديو الواردة عن مشاهد الاحتجاجات في أوبرو سيارات شرطة محترقة ومتظاهرين يرمون الحجارة وأشياء أخرى على رجال شرطة يرتدون ملابس قوات مكافحة الشغب، وفقاً للصحيفة البريطانية.
في السياق ذاته، ألقى راسموس بالودان، زعيم حزب "سترام كورس" اليميني المتطرف، خطاباً في بضع عشرات من الأشخاص، ضمن فعالية أقيمت يوم السبت 16 أبريل/نيسان 2022، في حديقة مركزية في مدينة مالمو.
اجتمع عدد قليل من المتظاهرين المناوئين للفعالية ورموها بالحجارة، فاستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريقهم، وقالت وسائل إعلام سويدية إن بالودان نفسه أصابه حجر في ساقه، إلا أن الشرطة ذكرت أنه لم ترد بلاغات عن وقوع إصابات خطيرة.
بالودان هو محامٍ دنماركي، يحمل الجنسية السويدية أيضاً، وأسسَّ حزب "ستروم كورس"، أي "الخط المتشدد"، في عام 2017، وهو يعتنق برنامجاً مناهضاً للهجرة ومعادياً للإسلام.
كان بالودان قد أقدم الخميس، 14 أبريل/نيسان 2022، على إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ تحت حماية الشرطة، وأثار ذلك غضباً من عدد من الأشخاص الذين تجمعوا في المكان، وكانت الشرطة تفصل بينهم وبين راسموس.
من جانبه، قال رئيس "حزب الألوان المختلفة" السويدي، ميكائيل يوكسال، إن "بالودان العنصري المعادي للمسلمين يواصل استفزازاته بحرق القرآن بمدن سويدية مختلفة تحت حراسة شرطية مشددة".
أشار يوكسال إلى أن "بالودان يختار على وجه الخصوص المناطق المكتظة بالمسلمين لتنفيذ استفزازاته، وأن الشرطة تسمح له بذلك"، مضيفاً: "يُحرق القرآن بمناطق إقامة المسلمين تحت حماية الشرطة في السويد، التي تدافع عن حقوق الإنسان وحرية الدين والضمير بأعلى صوت".
كذلك أعرب يوكسال عن استغرابه من "دعوة الشرطة المسلمين إلى المشاهدة بحس سليم حرق كتابهم المقدس أمام أعينهم"، قائلاً: "أي نوع من خسوف العقل هذا؟"، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.