يعيش آلاف اللاجئين الروهينغا في كشمير الخاضعة لإدارة الهند في حالة من الخوف، بعد أن رحَّلت الهند امرأةً من الروهينغا إلى ميانمار، واشتدت المخاوف من أن يعقب ذلك طرد مزيدٍ من اللاجئين من البلاد، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 14 أبريل/نيسان 2022.
فقد قررت الهند ترحيل حسينة بيغوم، البالغة من العمر 37 عاماً، من كشمير قبل أسبوعين، مع أنها تحمل توثيقاً من الأمم المتحدة يفيد بأنها في وضع اللجوء، ويُفترض أن يكفل هذا التوثيق لحامليه الحماية من الاحتجاز التعسفي.
عشرات اللاجئين يخشون الترحيل
كانت بيغوم من بين 170 لاجئاً اعتُقلوا في مارس/آذار من العام الماضي، واحتُجزوا في منطقة جامو التابعة لولاية جامو وكشمير، إلا أن زوجها وأطفالها الثلاثة، الذين وثقت الأمم المتحدة أيضاً كونهم في وضع اللجوء، أُبقي عليهم في كشمير.
بعد أيام من ترحيل بيغوم، اعتقلت السلطات الهندية 25 لاجئاً آخرين من الروهينغا، واحتجزتهم في سجن "هيرانغار"، الذي وصفته الشرطة بأنه "مركز احتجاز" للروهينغا "الذين يقيمون، بطريقة غير قانونية" في الهند.
قال بريم كومار مودي، مدير السجن، إن "هناك نحو 275 من الروهينغا محتجزين في مركز الاحتجاز، وقد اكتملت الوثائق اللازمة لترحيلهم جميعاً. نحن ننتظر أوامر الحكومة بإعادتهم [إلى ميانمار]".
بينما لم تقدم السلطات الهندية أي سبب لاستهداف بيغوم بالترحيل. وقد زادت هذه الخطوة حالةَ انعدام الأمن التي يعيش فيها الروهينغا المقيمون في الهند.
إذ كان مئات من اللاجئين الروهينغا غادروا المناطق الخاضعة للسيطرة الهندية منذ عام 2019 إلى بنغلاديش؛ خوفاً من الاحتجاز والترحيل، بعدما بدأت الهند حملةً لتسجيل بياناتهم البيومترية.
استهداف اللاجئين الروهينغا
اشتدت تدابير الاستهداف على نحو 40 ألف مسلم من الروهينغا منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي إلى السلطة في عام 2014، لا سيما بعد أن شرع الحزب في حملات حرَّضت على طرد جميع اللاجئين الروهينغا من البلاد.
يقول علي جوهر، زوج بيغوم، إن أطفالهما، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و15 سنة، لم يفهموا سبب انفصال والدتهم عنهم، "إنهم يبكون. لا أدري ماذا أفعل، وممن أطلب المساعدة".
كانت بيغوم حاملاً في شهرها الخامس بطفلها الثالث في عام 2012، عندما فرَّت الأسرة من حملات القمع الوحشي التي شنَّها جيش ميانمار في مدينة سيتوي.
قال جوهر، الذي وجد عملاً واستأجر مكاناً للعيش مع عائلات الروهينغا الأخرى: "لقد جئنا إلى الهند على أمل أن توفر لنا الدولة العلمانية المأوى حتى يسود السلام في وطننا الأم".
رأى الأطفال والدتهم ثلاث مرات في أثناء احتجازها بالسجن، وقال ابنها حسين، البالغ من العمر 15 عاماً: "كانت تبكي دائماً، تنظر إلينا وعيناها تشكوان سوء أحوال المعيشة في السجن. لقد اشتد هزالها، وكانت تتوسل إلينا إخراجها بأي طريقة. وعندما كان يحين وقت مغادرتنا، كانت تضرب رأسها بالحائط وتبكي".
قال جوهر إنه لا يستطيع تفويت يوم عمل لزيارة زوجته، وإن أطفاله كانوا يذهبون برفقة آخرين يزورون أيضاً أفراد عائلاتهم المسجونين. وقد رأى الأطفال والدتهم آخر مرة في بداية العام، ولم يعلموا بترحيلها إلا من التقارير الإعلامية.
من جانب آخر، قالت منظمات حقوق إنسان إن اللاجئين الروهينغا يواجهون في الهند "مخاطر تهدد حياتهم"، واتهموا السلطات بـ"الاستخفاف الشديد بحياة الإنسان وبالقانون الدولي".
يقول اللاجئون الروهينغا إنهم يخشون الخروج للعمل، وبعضهم يغادر جامو الآن متوجهاً إلى مدن أخرى في الهند أو إلى بنغلاديش، إلا أن كثيرين منهم عاجزون عن فعل ذلك، لأن أفراداً من أسرهم لا يزالون في السجن.