ناشد المسلمون في ولاية مينيسوتا الأمريكية، السلطات تخفيف عقوبة سجن شخصين تورطا في تفجير مسجدٍ، وذلك بعد أن أعربا عن ندمهما على جريمتهما، بحسب ما نقله موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 14 أبريل/نيسان 2022.
بحسب الموقع البريطاني، فقد كَتَبَ قادةٌ من مركز دار الفاروق الإسلامي في مدينة بلومنغتون، بولاية إنديانا الأمريكية، إلى القاضي دونوفان فرانك، الثلاثاء 12 أبريل/نيسان، لتخفيف عقوبات السجن لمايكل ماكوارتر وجو موري.
كان ماكوارتر وموري وإيميلي كلير هاري قد فجرا مركز الفاروق الإسلامي عام 2017، في هجومٍ تسبَّبَ في أضرارٍ جسيمة للمسجد، لكنه لم يصب أحد المصلين.
وحُكِمَ الثلاثاء على ماكوارتر وموري بالسجن 16 و14 عاماً على التوالي. وفي سبتمبر/أيلول 2021، حُكِمَ على هاري بالسجن 53 عاماً.
كان الثلاثة جزءاً من ميليشيا إرهابية عنصرية بيضاء تُدعَى "الأرانب البيضاء"، تأسَّسَت في كلارنس، بولاية إلينوي الأمريكية.
جاء في رسالة قادة مركز الفاروق الإسلامي: "يواصل مجتمعنا استيعاب حالة الكراهية هذه والتعافي منها، لكننا لن ندعها تغير نظرتنا للمستقبل".
أضافت الرسالة: "الضرر الذي حدث حقيقي، والجريمة التي ارتُكِبَت حقيقية، والرعب الناتج عنها حقيقي، لكن ما هو حقيقي أيضاً هو فرصتنا لتقديم المغفرة والقدوة، ونعتقد أنه فقط من خلال التسامح يمكننا أي فرصة حقيقية للشفاء والمضي قدماً".
تفاصيل حادثة التفجير
في 5 أغسطس/آب 2017، في نحو الساعة الخامسة صباحاً، استخدم هاري وموري وماكوارتر مطرقةً ثقيلة لكسر نافذة المركز الإسلامي.
بحسب وزارة العدل، فقد ألقوا حاوية بلاستيكية تحتوي على خليط من وقود الديزل والبنزين على مكتب دار الفاروق، ثم أشعلوا الفتيل في قنبلة أنبوبية سوداء، وزنها 20 رطلاً (9 كيلوغرامات). ألقوا القنبلة عبر النافذة المكسورة ولاذوا بالفرار.
في ذلك الوقت، كان المدير التنفيذي للمركز، محمد عمر، يأخذ قيلولةً في المكتب المجاور. أخبر موقع Middle East Eye البريطاني بأنه كان يعمل طوال الليل ونام على الأريكة. استيقظ على دويٍّ هائل وافترض أنه كان يهلوس. سرعان ما وجد نفسه مرتبكاً وعلى الأرض عندما دخل عامل مسجد وأخرجه إلى الخارج.
يتذكَّر عضو مجلس الإدارة عبد الله فرح، أنه لم يتمكَّن من الوصول إلى المسجد لصلاة الفجر، حيث كان يجهِّز أطفاله لمدرسةٍ في عطلة الأسبوع.
تلقَّى رسالةً نصية في ذلك الوقت تقول: "تعال بسرعة. تعرَّضنا لتفجير". اعتقد أن الرسالة قد تعرَّضَت لتصحيحٍ تلقائي عن طريق الخطأ، واتصل بعمر، الذي لم يرد على الهاتف. لكن أحد المصلين أخبره في النهاية بأن المسجد اشتعلت فيه النيران.
وقال فرح: "رأيت عمر جالساً على الرصيف على جانب الصالة الرياضية. قلت له: (لا تتصل بأحد)، لأننا في تلك اللحظة كنا خائفين. لقد اعتدنا الاختباء. وعندما كان يحدث أيُّ شيءٍ سيئ، كنَّا نتوارى بعيداً، لأننا لم نرغب في أيِّ اهتمامٍ إعلامي، لأن الاهتمام كان سيئاً". وأضاف مستدركاً: "لكن محمد نظر إلي وقال: ما الذي تتحدث عنه؟ كدت أن أموت".