قالت صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2022، إن روسيا تحاول حشد قوات عسكرية تتفوق في العدد على القوات الأوكرانية في العمليات الدائرة شرقي أوكرانيا "دونباس"، بنسبة خمسة إلى واحد.
يأتي ذلك في ظل تراجع الحشد الروسي عن العاصمة كييف ومحيطها، مقابل التركيز على المناطق الشرقية التي تشهد توترات منذ 2014.
وزعم مصدر عسكري أوكراني أن موسكو تحشد قوات من جميع أنحاء المنطقة استعداداً لمعركة تأمل في أن تُفضي نتيجتها إلى حسم السيطرة على منطقة دونباس. ومع ذلك، فقد شدد المصدر الأوكراني على أن القوات الروسية، وإن بلغ تعدادها عشرات الآلاف من الجنود، فإنها تبقى أقل عدداً من أن تضمن لروسيا الانتصار.
توقعات غربية بهجوم روسي قريب
في السياق ذاته، تتوقع مصادر غربية أن يبدأ الهجوم بحلول نهاية الأسبوع، في وقت يقول فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن عملياته العسكرية في أوكرانيا ستستمر حتى النصر.
في غضون ذلك، تشير تقارير وصور التقطتها الأقمار الصناعية إلى أن روسيا تعمل على حشد قواتها وعتادها في ثلاثة أماكن على الأقل من حدودها مع أوكرانيا، في منطقة بيلغورود ومنطقة فارونيش، وبالقرب من بلدة ماتفيف كورغان جنوبي روسيا.
على صعيد آخر، أشار تقرير صادر عن معهد دراسة الحرب الأمريكي إلى أن القوات الروسية تعمل تحت إمرة قائدها الجديد في أوكرانيا، ألكسندر دفورنيكوف، على إعادة تنظيم انتشارها حول مدينة إزيوم، الواقعة جنوب شرق خاركيف في شرق أوكرانيا.
حسب التقرير، من المتوقع أن تحاول تلك القوات الزحفَ جنوباً للاستيلاء على مدينة سلوفانسك، ومن هناك يمكنهم التقدم إلى الجنوب الشرقي لتطويق قوات الدفاع الأوكرانية.
وإذا سقطت مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، يمكن لروسيا أن تنقل 6 آلاف جندي روسي من هناك للتقدم شمالاً في المنطقة الشرقية واستكمال الحشد اللازم لتطويق مجموعة كبيرة أخرى من القوات الأوكرانية.
ويقاتل الأوكرانيون قوات انفصالية موالية لروسيا في منطقة دونباس منذ عام 2014، وأقامت أوكرانيا خلال ذلك تحصينات قوية وحفرت خنادق ممتدة في جميع أنحاء الشرق الأوكراني، وتتمركز هناك مجموعة من أشد كتائبها براعة وأكثرها عتاداً، وإن لم يُعرف العدد الإجمالي لتلك القوات.
معركة استنزاف شديدة الوطأة
يقول الجنرال السير ريتشارد بارونز، وهو قائد عسكري بريطاني سابق، إن "الروس سيحاولون التعجيل بحشد المزيد من القوات البرية في مواجهة الأوكرانيين لتعديل كفة القوة لمصلحتهم، ومع ذلك يجدر بنا العلم أن الأوكرانيين أحكموا استعدادهم في الشرق".
واعتبر الجنرال البريطاني أن "التمركزات الدفاعية الراسخة برهنت على صعوبة شديدة حقاً في التغلب عليها. وهو ما جعل خبراء يتحدثون عن الحاجة إلى تفوق القوات المهاجمة بنسبة لا تقل عن خمسة إلى واحد، إن لم يكن سبعة إلى واحد. ومع أنه من المستبعد أن تستطيع روسيا حشدَ قوةٍ أكثر عدداً بسبع مرات من القوة الأوكرانية، فإنها ستكون معركة استنزاف شديدة الوطأة".
وأضاف بارونز أن الروس سيحاولون على الأرجح تطويق القوات الأوكرانية لإجبارها على ترك مواقعها جيدة التحصين، وسيسهل على الدبابات الروسية التحرك والانتشار بسرعة عبر المناطق المفتوحة، ما يصعِّب استهدافها، ومن ثم "يحتاج الأوكرانيون إلى أسلحة أبعد مدى وأشد فتكاً".
من جانب آخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بوتين يحشد "عشرات الآلاف" من قواته للهجوم بعدما بدا أنه تخلى عن خططه للسيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال مسؤول غربي أمس إن هناك 38 كتيبة تكتيكية روسية، تضم كل منها 1000 جندي، لم تعد تشارك في معارك جارية، وبذلك يكون مجموع الكتائب التكتيكية الروسية الجاهزة للحشد في دونباس نحو 90 كتيبة.
وأوضح المسؤول الغربي أن "كثيراً من هذه الكتائب إما تنتظر أوامر بالتحرك وإما توجهت بالفعل لتعزيز القوات الروسية في دونباس"، وإذا كان نسبة القوات الروسية إلى القوات الأوكرانية خمسة إلى واحد، فإننا نتحدث عن 90 ألف جندي روسي في مواجهة 18 ألف جندي أوكراني.