حث مرشحو الرئاسة الفرنسية الذين انهزموا في الجولة الأولى من الانتخابات، الأحد، 10 أبريل/نيسان 2022 مؤيديهم على عدم التصويت لصالح مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي جاءت في المركز الثاني بعد الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون في انتخابات الأحد.
حيث دعا المرشحون من أحزاب اليسار واليسار المتطرف والأحزاب البيئية والاشتراكية والشيوعية أنصارهم للإدلاء بأصواتهم لصالح ماكرون في الجولة الثانية المقرر إجراؤها في 24 أبريل/نيسان 2022.
وصول ماكرون ولوبان للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية
كانت النتائج الأولية للجولة الأولى كارثية بالنسبة للطيف السياسي الفرنسي اليساري، في حين رفعت رصيد اليمين المتطرف.
يعود ذلك إلى فشل المرشحين من الجناح اليساري في تشكيل جبهة موحدة في الفترة التي سبقت الانتخابات وقرروا خوض حملات منفصلة.
بدوره، دعا المرشح الرئاسي اليساري جان ميلنشون الذي جاء في المركز الثالث مؤيديه لعدم التصويت لمارين لوبان.
حيث قال ميلنشون، الذي قدرت استطلاعات الرأي حصوله على 19-20% من الأصوات، لأنصاره: "يجب ألا نعطي صوتاً واحداً للسيدة لوبان"، داعياً الشعب الفرنسي للتصويت لـ"أهون الشرَّين" في إشارة إلى ماكرون، من أجل هزيمة لوبان.
دعم ماكرون ضد لوبان
كذلك، دعت آن هيدالغو، رئيسة بلدية باريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي، أنصارها للتصويت ضد لوبان.
في حين حصلت هيدالغو، التي سيطر حزبها على السياسة الفرنسية برئاسة فرانسوا هولاند (2012-2017)، على نسبة منخفضة بشكل صادم من الأصوات بواقع 1.8 إلى 2% من أصوات الناخبين.
تعليقاً على النتائج، قالت هيدالغو: "النتائج والامتناع عن التصويت (الحاصل في الانتخابات) تظهر أن فرنسا منقسمة". ودعت الناخبين إلى ضمان ألا تنجرف البلاد إلى كراهية الكل ضد الكل، مضيفة: "أطلب منكم بشدة التصويت في 24 أبريل/نيسان ضد اليمين المتطرف بقيادة لوبان والتصويت بدلاً من ذلك لإيمانويل ماكرون".
رفض التصويت للوبان
كذلك مرشحة الرئاسة فاليري بيكريس، التي جاءت في المركز الخامس وفق استطلاعات الرأي، قالت إنها ستصوت لماكرون "لمنع الفوضى التي قد ستنجم مع وصول لوبان إلى السلطة".
كما طلبت من ناخبيها التفكير "بجدية في العواقب الوخيمة المحتملة على بلدنا والأجيال القادمة من أي خيار مختلف" عن خيارها بشأن التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات.
من جانبه، صرح فابيان روسيل من الحزب الشيوعي، الذي حقق المركز الثامن في الجولة الأولى، أنه ينبغي على الفرنسيين صدّ اليمين المتطرف وقال: "الأحد سأختار المسؤولية، لن أسمح على الإطلاق لمشروع عنصري كاره للأجانب بتحمل المسؤولية في فرنسا.. أعلم أنه من الصعب بشكل متزايد قول ذلك".
من جانبه فان يانيك جادو، مرشح حزب البيئة، الذي نال المركز السادس في انتخابات اليوم بحصوله على 4.5% من الأصوات، ذكّر، بدوره، أنصاره بالتهديد الأساسي الذي يشكله اليمين المتطرف. وقال: "لن نستسلم، وضع البلد يتطلب منا ذلك"، داعياً الناخبين البيئيين لصد اليمين المتطرف.
لكن في المقابل، وحسبما نشرت وكالة فرانس برس، فقد دعا المرشح اليميني المتطرف إريك زمور الذي نال نحو 7% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، مساء الأحد ناخبيه إلى التصويت لمنافسته في اليمين المتطرف مارين لوبان في الدورة الثانية في مواجهة ماكرون.
زمور قال أمام أنصاره: "لدي خلافات مع مارين لوبان. ولكن هناك في مواجهتها رجل أدخل مليوني مهاجر ولم يتطرق البتة إلى موضوع الهوية. لن أخدع بخصمي"، داعياً إياهم إلى "التصويت لمارين لوبان".
يذكر أن الرئيس الفرنسي الحالي المرشح لولاية ثانية، إيمانويل ماكرون ومرشحة "التجمع الوطني" اليمينية مارين لوبان، صعدا إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في فرنسا.
فيما ستعلن النتائج الرسمية للجولة الأولى من الرئاسيات الفرنسية، من قبل المحكمة الدستورية العليا، في 13 أبريل/نيسان 2022.
كان ماكرون ولوبان قد تنافسا أيضاً في رئاسيات عام 2017، التي فاز بها ماكرون بحصوله على 66.1% من إجمالي الأصوات.