انتشر مقطع فيديو على شبكة الإنترنت يظهر فيه على ما يبدو قيام جنود أوكرانيين بإطلاق النار على أسرى حرب روسيين بالقرب من قريةٍ غربي العاصمة الأوكرانية كييف، طبقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 7 أبريل/نيسان 2022.
فيما ظهر مقطع الفيديو في البداية على تطبيق التواصل الاجتماعي تليغرام. وقالت صحيفة The New York Times الأمريكية إنها تحققت من صحة الفيديو، كما قالت شبكة BBC البريطانية إنها توثقت من موقع تصوير الفيديو شمال بلدة دميتريفكا وعثرت على صور أقمار صناعية تُظهر جثثاً على الأرض.
إطلاق نيران على جريح
بحسب مقطع الفيديو، تُرى ثلاث جثث على الأقل بصورٍ مموَّهة، إحداها جثة لرجل مصاب بجرح في رأسه ويداه مقيدتان خلف ظهره، ثم رجل رابع يتنفس بصعوبة ورأسه مُغطَّى بسترة.
في حين يمكن سماع رجل في الفيديو وهو يقول باللغة الروسية، المنتشرة على نطاق واسع في أوكرانيا، إنه "لا يزال على قيد الحياة. صوِّر هؤلاء اللصوص. انظر، إنه لا يزال على قيد الحياة، ويلهث أنفاسه".
إلا أنه عقب ذلك قام جندي بإطلاق النار على رأس الرجل المصاب مرتين، لكنه يستمر في التحرك، فيطلق الجندي النار عليه مرة أخرى، فتنقطع حركته. ويمكن سماع صوت جندي وهو يصرخ: "المجد لأوكرانيا"، فيُجيب رجل آخر: "المجد للأبطال". وينتهي الصوت برجلٍ يقول: "لا [كلمة بذيئة] تأتوا إلى أرضنا".
كمين للقوات الروسية
كذلك يوضح مقطع الفيديو تفقد الجنود الأوكرانيين المحتملين آثار كمين واضح للقوات الروسية المنسحبة. في حين كان يرقد 3 جنود روس على الأقل في برك من الدماء بعدما لقوا حتفهم على ما يبدو.
لاحقاً، يرتدي الجنود الأحياء في الفيديو الشارات الأوكرانية بلونيها الأزرق والأصفر على أذرعهم، أما الرجال الذين طرحت جثثهم أرضاً فيرتدون شارات بيضاء اللون كالتي ترتديها القوات الروسية. وعلى بعد أمتار قليلة، تظهر مركبة مشاة قتالية فئة "بي إم دي 2" BMD-2 التي تستخدمها قوات الإنزال الجوي الروسية.
من جهتهم، حاول محققو شبكة BBC مطابقة وجه أحد الرجال، وهو يظهر في الفيديو مواجهاً للكاميرا وله لحية مميزة، للتحقق من هويته بطريقة "القياس الحيوي"، فوجدوا تطابقاً لوجهه مع رجل جورجي تربطه صلات وثيقة بأوكرانيا، لكنهم لم يؤكدوا تحققهم من هويته بعد. وأشارت الشبكة البريطانية إلى اشتباهها في سماع كلمة "Gruziny" -التي تعني جورجيين باللغة الروسية- في مقطع الفيديو أيضاً.
كما تتطابق المشاهد الموجودة في الفيديو مع الصور التي تُظهرها أداة Google Street View للطريق الرئيسي نفسه بالقرب من بلدة دميتريفكا، والتي تقع على بعد نحو 11 كيلومتراً جنوب غرب مدينة بوتشا وتتقاطع مع الطرق المؤدية لمدينة إربين الأوكرانية.
تعقيباً على ذلك، قال ديمترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، يوم الخميس 7 أبريل/نيسان، إنه على علم بمقطع الفيديو، وإن "تحقيقاً بشأنه سيُجرى بالتأكيد".
بدوره، أوضح ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف "الناتو"، أنه لم يشاهد الفيديو، إلا أن "ما أقوله إن كل تقرير عن انتهاكات محتملة للقانون الدولي يجب الالتفات إليه والعناية بفحصه، وبالطبع فإن أي انتهاك للقانون الدولي، أو جريمة حرب، مستنكرٌ دائماً".
يشار إلى أن الأمم المتحدة تُعرِّف جريمة الحرب بأنها أي انتهاك جسيم للقانون الدولي يُرتكب ضد مدنيين أو قوات معادية أثناء نزاع مسلح.