شنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 7 أبريل/نيسان 2022، هجوماً على رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي، على خلفية تصريحاته التي انتقد فيها محادثات ماكرون الهاتفية المتكررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا، واصفاً تلك التصريحات بأنها "فاضحة".
جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها ماكرون مع شبكة "تي إف 1" (TF1) الفرنسية، ونقلتها وكالة "فرانس برس".
حيث قال الرئيس الفرنسي إن "هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة وفاضحة، لكنها لا تفاجئني؛ لأن مورافتسكي الذي ينتمي إلى حزب يميني متطرف يتدخل في الحملة السياسية الفرنسية بعد أن استقبل مراراً (مارين) لوبن، مرشحة التجمع الوطني التي يدعمها".
فيما أشار ماكرون، الذي تواصل بكثافة مع الكرملين منذ بدء الأزمة الأوكرانية، إلى أنه يتحمل كامل المسؤولية عن أنه تحدث باستمرار، باسم فرنسا، مع بوتين لـ "تجنب الحرب، وبناء هيكل جديد للسلام في أوروبا منذ سنوات".
ماكرون أضاف: "لم أكن يوماً ساذجاً، خلافاً لآخرين، ولم أكن يوماً متواطئاً، خلافاً لآخرين"، وذلك في انتقاد ضمني إلى منافسته لوبان المتهمة من خصومها بأن لديها صلات قوية تربطها بالرئيس الروسي.
هدنة إنسانية
كما لفت ماكرون إلى أنه والمستشار الألماني أولاف شولتز مثل رؤساء الدول والحكومات الأوروبية يتحدثون مع السلطات الروسية من "أجل التوصل لوقف لإطلاق النار وإلى هدنة إنسانية".
كان مورافتسكي، وهو زعيم "حزب القانون والعدالة" الحاكم في وارسو، قد خاطب ماكرون يوم الإثنين 4 أبريل/نيسان، قائلاً: "أيها الرئيس ماكرون، كم مرة تفاوضت مع بوتين؟، ما الذي حصلت عليه؟، نحن لا نتباحث مع المجرمين ولا نتفاوض معهم. المجرمون يجب أن يحارَبوا".
في حين قال مورافتسكي، في مقابلة نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية: "ما من أحد تفاوض مع هتلر، هل كنت ستتفاوض مع هتلر أو ستالين أو بول بوت؟"، مؤكداً أن "ألمانيا، مثل فرنسا، لديها انحياز قوي لموسكو".
هذا الانتقاد البولندي الحاد لماكرون لم يكن الأول من نوعه؛ فقد اتهم نائب رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي، قبل أيام، فرنسا وألمانيا بأنهما مقربتان جداً من روسيا في سياق الحرب على أوكرانيا.
بينما وجّه كاتشينسكي انتقاداته الأكثر حدة لألمانيا، قائلاً: "على مدى سنوات، لم تكن الحكومة الألمانية تريد أن ترى ما تفعله روسيا بقيادة بوتين، ونحن نرى النتيجة اليوم".