نقلت صحيفة The Times، الأربعاء 6 أبريل/نيسان 2022، عن مصادر حكومية بريطانية أن أوكرانيا قادرة على التصدي للهجوم الروسي، أو حتى "كسره"، فيما لو حصلت على السلاح اللازم والعتاد الكافي من قبل الحلفاء الغربيين.
وتسود في الأوساط العسكرية البريطانية والأوكرانية حالةٌ من الاستبشار بقدرة القوات الأوكرانية على دحر الروس، والظن الغالب بين كثير من الشخصيات الحكومية في البلدين أن الجيش الروسي "منهك" وعاجز عن احتلال الأراضي الأوكرانية على المدى الطويل.
الأنباء الواردة تشير إلى أن قائمة الأسلحة والمعدات التي طلبتها أوكرانيا وقدمتها إلى حلفاء الناتو تشمل طائرات ودبابات وعربات مدرعة ومدفعية بعيدة المدى وصواريخ مضادة للسفن وأنظمة دفاع جوي.
أوكرانيا تريد المزيد من الغرب
بدوره، يرى كير غايلز، كبير الزملاء الاستشاريين في مركز أبحاث "تشاتام هاوس"، أن المعارك تغيرت طبيعتها، ويبدو أن أوكرانيا باتت بحاجة إلى أنظمة أسلحة تستطيع الوصول إلى عمق مؤخرة القوات الروسية، وتقدر على التصدي للضربات بعيدة المدى على المناطق المأهولة بالسكان.
وأوضح غايلز أن "الأسلحة التي أمد الغرب بها الأوكرانيين علناً حتى الآن هي في الأساس أسلحة لمساعدة أوكرانيا في عدم خسارة الحرب، والتصدي بعمليات دفاعية للتقدم الروسي. إلا أن المعارك بلغت مرحلة جديدة باتت فيها القوات الروسية ضعيفة في مناطق عديدة- وهو ضعف يجب على أوكرانيا استغلاله- والأسلحة المناسبة التي ينبغي توافرها لذلك أسلحة تختلف في فئاتها" ونوعها عن الأسلحة السابقة.
ويرى خبراء أن روسيا اتخذت الآن مواقع دفاعية في مناطق عدة، ومن ثم فإن أوكرانيا تحتاج إلى مدفعية تمكِّنها من مهاجمة المواقع من بعيد.
وقال مسؤول غربي إن الطائرات بدون طيار قادرة على مهاجمة المركبات المدرعة، وقصفها في مواقع الضعف والافتقار إلى الحماية. وقال المسؤول إن طائرات "سويتش بلاد" Switchblade المسيَّرة أمريكية الصنع يمكنها استهداف الدبابات ومواقع المدفعية من مسافة 40 كيلومتراً، وتتسم بسرعة الانتشار وسهولة الاستخدام.
وتقول مصادر إن بريطانيا ترسل طائرات مسيرة مماثلة، وإن لم يُكشف عن التفاصيل.
كما قال مصدر بالحكومة البريطانية إن الدبابات ضرورية للقوات الأوكرانية حتى تتمكن من شنِّ هجوم مضاد، وقدَّمت التشيك بالفعل 10 دبابات إلى أوكرانيا.
أوكرانيا من الدفاع إلى الهجوم
وأشار نيكولاس دروموند، الضابط السابق بالجيش البريطاني والمحلل العسكري، إلى أن المركبات المدرعة تتيح لأوكرانيا التقدم تحت الحماية إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. وقال: "كانت أوكرانيا حتى قريب في عملية دفاعية، أما الآن فهي بحاجة إلى مدرعات تتيح لها مهاجمة المواقع التي يحتلها الروس".
وقال دروموند إن مركبة المشاة القتالية البريطانية "واريور" Warrior جديرة بالاستخدام في هذا السياق، لأنها عالية الحماية، وقادرة على حمل الجنود وبها مدفع عيار 30 ملم، إلا أن وزارة الدفاع البريطانية عزمت على إرسال مركبات دوريات مدرعة من طراز "ماستيف" Mastiff أو "جاكال" Jackal.
من جانب آخر، قال فرانز ستيفان جادي، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن أوكرانيا يمكنها أن تحقق "انتصاراً بمعارك الاستنزاف" إذا حصلت على "الأسلحة اللازمة بكميات كبيرة" من الغرب، كما أن سير القتال قد يتغير إذا أمدَّ الغرب أوكرانيا بدبابات المعارك وعربات المشاة القتالية وأنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى والمدفعية والذخائر الانتحارية والدعم الاستخباراتي المستمر.
وأضاف جادي أن أوكرانيا يمكنها أن تحقق انتصارات تكتيكية على القوات الروسية في الأسابيع المقبلة، أما "قدرتها على هزيمة القوات الروسية هزيمة حاسمة في الشرق، وإنهاء هذه الحرب في أفضل حالة لأوكرانيا، فهو أمر ممكن، وإن كان مشكوكاً فيه… أما الأقرب، إن كان لأوكرانيا أن تنتصر، أن يكون انتصاراً بشق الأنفس وعن طريق الاستنزاف، وتعد أوكرانيا منتصرة إذا لم تخسر خسارة حاسمة أمام الروس، وحافظت على قوة قتالية متماسكة قادرة على تهديد القوات الروسية".
وفي السياق نفسه، قال مسؤول غربي إن إجبار القوات الروسية على الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في فبراير/شباط يختلف اختلافاً تاماً عن طردها من الجمهوريات الانفصالية وشبه جزيرة القرم. ويرى المسؤول أن طرد الروس مهمة مختلفة "فهي أوسع مدى" وحجماً.